استعمال النداء في غير معناه كالإغراء
  أفعل ذلك (مخصصا) أى: مختصا (من بين الرجال) وأما المعرف بأل فكقولك: نحن العرب أسخى من بذل، والجملة فى نحو هذا المثال استئنافية إذ لا يصح نصب الحال عن المبتدأ، وأما الإضافة فنحو قوله ﷺ «نحن معاشر الأنبياء لا نورث»(١) وأما بالعلمية على وجه الندور فكقولهم:
  بنا تميما يكشف الضباب
  والغرض من الاختصاص إما الافتخار، كما إذا تضمن التخصيص بذلك الحكم الترفع، كما فى قولهم: نحن العرب أقرى الناس للضيف، أو المسكنة كقولك: أنا أيها المسكين أطلب المعروف أو مجرد تأكيد مدلول الضمير كقولك: أيا أيها الرجل أتكلم بمصالحى، وتستعمل صيغة النداء مجازا فى أشياء منها الاستغاثة نحو قولنا: يا لله أى: يا الله أغثنى فى شدائد الدنيا والآخرة فى كفايتها، والعلاقة بينهما مطلق التوجه اللازم للنداء، الذى هو: طلب الإقبال؛ لأن المستغاث قد وقع التوجه إليه أو هو من استعمال ما للأعم فى الأخص، حيث استعمل ما لمطلق طلب الإقبال، الذى هو: النداء فى طلب الإقبال بخصوص الإغاثة، ومنها التعجب كقولك عند شهود كثرة الماء: يا للماء، والعلاقة مشابهة المتعجب منه المنادى فى أنه ينبغى الإقبال على كل منهما، ومنها التحسر والتحزن كما فى نداء الأطلال والمنازل والمطايا ونحو ذلك، كنداء المتوجع منه والمتفجع عليه، والعلاقة فى هذه الأشياء كون كل ينبغى الإقبال عليه بالخطاب كالمنادى للاهتمام بها، وامتلاء القلب بشأنها (ثم) لفظ (الخبر) الذى تقدم أنه هو ما دل على نسبة خارجية تطابق أو لا تطابق، (قد يقع) مجازا (موقع الإنشاء) الذى هو: الكلام الذى لا نسبة له خارجا، وإنما توجد نسبته بنفسه، ووقوع الخبر موقع الإنشاء (إما) أن
(١) الحديث متفق على صحته بلفظ «لا نورث ما تركناه صدقة» أما بهذا اللفظ، فقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح ١٢/ ٨٠،: «فقد أنكره جماعة من الأئمة، وهو كذلك بالنسبة لخصوص لفظ «نحن» لكن أخرجه النسائي من طريق ابن عيينة عن أبى الزناد بلفظ «إنا معاشر الأنبياء لا نورث ...» الحديث أخرجه عن محمد بن منصور عن ابن عيينة عنه، وهو كذلك في مسند الحميدى عن ابن عيينة، وهو من أتقن أصحاب ابن عيينة فيه، وأورده الهيثم بن كليب في مسنده من حديث أبى بكر الصديق باللفظ المذكور، وأخرجه الطبرانى في الأوسط بنحو اللفظ المذكور، وأخرجه الدار قطنى في «العلل» من رواية أم هانئ عن فاطمة عن أبى بكر الصديق بلفظ «إن الأنبياء لا يورثون».