مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

التفريع

صفحة 42 - الجزء 2

التفريع

  (٥٧١) ومنه: التفريع؛ وهو أن يثبت لمتعلّق أمر حكم بعد إثباته لمتعلّق له آخر؛ كقوله⁣(⁣١) [من البسيط]:

  أحلامكم لسقام الجهل شافية ... كما دماؤكم تشفى من الكلب

تأكيد المدح بما يشبه الذم

  (٥٧٣) ومنه: تأكيد المدح بما يشبه الذّمّ، وهو ضربان: أفضلهما: أن يستثنى من صفة ذمّ منفية عن الشيء صفة مدح بتقدير دخولها فيها؛ كقوله [من الطويل]:

  ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب⁣(⁣٢)

  أى: إن كان فلول السيف عيبا، فأثبت شيئا منه على تقدير كونه منه، وهو محال، فهو فى المعنى تعليق بالمحال، فالتأكيد فيه من جهة أنه كدعوى الشيء ببيّنة، وأنّ الأصل فى الاستثناء هو الاتصال؛ فذكر أداته قبل ذكر ما بعدها يوهم إخراج شيء ممّا قبلها، فإذا وليها صفة مدح، جاء التأكيد.

  (٥٧٨) والثانى: أن يثبت لشيء صفة مدح، ويعقّب بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى له؛ نحو: «أنا أفصح العرب بيد أنّى من قريش»⁣(⁣٣) وأصل الاستثناء فيه - أيضا - أن يكون متصلا كالضّرب الأوّل؛ لكنّه لم يقدّر متصلا؛ فلا يفيد التأكيد إلا من الوجه الثاني؛ ولهذا كان الأول أفضل.


(١) البيت للكميت، الإيضاح ص ٥٢٣، والطراز ٣/ ١٣٥، والمصباح ٢٣٨.

(٢) البيت للنابغة الذبيانى، ديوانه ص ٤٤، والإشارات ص ١١١، والتبيان للطيى، والمصباح ص ٢٣٩.

(٣) أورده العجلونى بنحوه فى كشف الخفاء وقال: قال فى اللآلئ: معناه صحيح، وانظر كشف الخفاء للعجلونى (١/ ٢٠٠، ٢٠١).