الاستصحاب
  مثاله: ما روى زيد بن علي # عن أبيه عن جده عن علي # في الرجل تخرج منه الريح أو يرعف أو يذرعه القيء وهو في الصلاة: (فإنه يتوضأ ويبني على ما مضى من صلاته فإن تكلم استأنف الصلاة، وإن كان قد تشهد فقد تمت صلاته) فظاهر هذا الخبر أن الصلاة لا تفسد على من ذُكِر في الحديث.
  وروى الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # يرفعه إلى علي # قال: (من رعف وهو في صلاته فلينصرف فليتوضأ وليستأنف الصلاة)، وظاهر هذا الحديث يقضي بفساد الصلاة على من أحدث وهو فيها.
  فهذان الحديثان ظاهرهما يقضي بالتعارض، فالواجب هو التأويل فنتأول حديث زيد بن علي # وذلك للأدلة الدالة على تحريم الأفعال في الصلاة، وأن الأفعال الكثيرة تفسد الصلاة فنقول: معنى حديث زيد بن علي # أن ثواب الصلاة التي رعف فيها المصلي مكتوب لا ينقص من أجرها شيء وذلك نحو أن يكون المصلي في جماعة وانتقض وضوؤه وهو في الصلاة فإن الله تعالى بفضله وكرمه يكتب له ثواب الجماعة لا ينقص من أجرها شيء ويجب عليه وضوء جديد وصلاة مستأنفة.
  ومعنى قوله: فإن تكلم استأنف الصلاة - أن الكلام يفسد الصلاة ويبطل ثوابها إذا كان المصلي في جماعة وتكلم وهو في الصلاة فإنه يفسد صلاته ويبطل ثوابها.
  فقد فرق الشارع بين الفسادين وأخبر أن الفساد الذي ليس للمصلي فيه اختيار مثل الرعاف لا يبطل الثواب، وأن الفساد الذي باختيار المصلي مثل الكلام في الصلاة يبطل الثواب.
  فإننا بهذا التأويل نجمع بين الحديثين ونعمل بهما جميعاً، والجمع متى أمكن هو الواجب. هذا مثال التأويل.
  ومثال التخصيص: ما روى زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب # قال: (ليس في الخضروات صدقة) فإن ظاهر هذا الحديث معارض لما روي عن النبي ÷: