مسألة: أقسام المنطوق
المنطوق والمفهوم
  ينقسم مدلول الكلام إلى قسمين منطوق ومفهوم.
  اعلم أن الحكم المأخوذ من الدليل من نحو الكتاب والسنة إما أن يكون من منطوق الدليل، وإما أن يكون من مفهومه.
  مثال ذلك: {أَقِمِ الصَّلَاةَ} أفادت الآية حكماً وهو وجوب الصلاة؛ لأن الأمر حقيقة في الوجوب وهذا الحكم منطوق.
  ونحو قوله ÷: «في الغنم السائمة زكاة» أفاد الحديث حكمين: الأول: وجوب الزكاة في الغنم السائمة.
  الثاني: عدم وجوب الزكاة في الغنم المعلوفة.
  فالحكم الأول منطوق لذكر السائمة، والحكم الثاني مفهوم لعدم ذكر المعلوفة.
فصل: معنى المنطوق
  المنطوق قد حده العلماء بحدود منها: ما دل عليه اللفظ في محل النطق.
  ومنها: ما أفاده اللفظ من أحوال مذكور.
  ويمكن أن يحد بتعريف أوضح وهو: المنطوق حالٌ دلَّ عليه اللفظ لمذكور فيه.
  ولفظة «حال» في التعريف معناها «حكم» فالحكم الذي دل عليه اللفظ للمذكور فيه هو المنطوق مثاله: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} دل لفظ الآية على حكمٍ وهو الوجوب لمذكور في الآية وهو الصلاة فوجوب الصلاة منطوق كما ترى.
مسألة: أقسام المنطوق
  والمنطوق قسمان: صريح وغير صريح.
  فأما الصريح فهو ما كان الحال في الكلام مذكوراً كالوجوب في نحو قوله تعالى: {أَقِيمواِ الصَّلَاةَ} فإنّ صيغة الأمر موضوعة للوجوب.