لا يخلو الزمان من مجتهد
لا يخلو الزمان من مجتهد
  في كل زمان جعل الله للناس حجة وعلماً يتمسكون به ويهتدون فيبين لهم الأحكام ويحكم بينهم بما أنزل الله ويبين أحكام المتجددات، ففي كل زمان كما نرى ونشاهد تتجدد حوادث وأمور لم تكن من ذي قبل فلا يبين حكمها إلا العلماء المجتهدون الذين هم الحجة على الناس، والذين هم كما قال رسول الله ÷: «علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل»، ويجددون ما اندرس من أحكام الله، ويرشدون الناس إلى طريق الحق، وهم الأمان للناس، خصوصاً أهل بيت رسول الله ÷ والعلماء من شيعتهم؛ لقول الإمام علي بن أبي طالب #: (اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجه إما ظاهراً مشهوراً، وإما خاملاً مغموراً؛ لئلا تبطل حجج الله وبيناته) إلى آخر كلام أمير المؤمنين.
تكرير النظر
  لا يجب على المجتهد تكرير النظر في مسألة قد اجتهد فيها إذا تجددت، وقد كان وفَّى الاجتهاد حقَّه، ولم يألُ جهداً سواء تذكر الدليل أم لم يتذكر ما لم يقتض تجدد النظر ترجيح دليل أو استقواء مذهب في نظر المجتهد.
تغير الاجتهاد
  إذا تغير مذهب المجتهد وجب عليه العمل فيما يستقبل بمذهبه الثاني، وأما فيما مضى فإن كان قد مضى ولا يستمر حكمه كالحج والصلاة ونحوهما فقد صحت وأجزته، وإن كان عليه فائتة أو له ثمرة مستمرة فمذهب الهادي أن الاجتهاد الأول بمنزلة حكم الحاكم.
  فيجب عليه قضاء الفائتة بالاجتهاد الأول نحو أن يكون اجتهاده أن سفر البريد يوجب قصر الصلاة وفاتت عليه صلاة الظهر وهو مسافر بريداً، ثم تغير اجتهاده إلى أن سفر البريد لا يوجب القصر وأن الذي يوجب القصر سفر ثلاثة أيام وجب عليه قضاء الظهر قصراً ركعتين.