الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

مسألة: الدليل والمدلول

صفحة 77 - الجزء 1

الحقيقية والمجاز

  ذُكر هذا الباب بين أبواب هذا العلم لأن القرآن يشتمل على الحقيقة والمجاز وكذلك السنة، والقرآن والسنة كما عرفت هما الأدلة المبحوث فيها فمن أراد الاجتهاد فلا بدَّ له من معرفة الحقيقة والمجاز.

فصل: الحقيقة

  هي الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح التخاطب.

  فالكلمة هي الاسم والفعل والحرف، وفائدة (المستعملة) في التعريف لإخراج غير المستعملة لأنها تسمى كلمة.

  وخرج بقولنا «فيما وضعت له» المجاز.

  وفائدة قولنا: «في اصطلاح التخاطب» أنه لا بدّ أن تكون الكلمة مستعملة عند المخاطِب فيما وضعت له عنده لاختلاف الاصطلاحات مثاله «الصلاة» فإن معناها الشرعي ذات الأذكار والأركان، ومعناها اللغوي الدعاء، فإذا ورد ذكر الصلاة في القرآن حملناها على المعنى الشرعي وذلك إذا لم توجد قرينة صارفه عن معناها الحقيقي الشرعي، وكذلك غيرها.

مسألة: الدليل والمدلول

  وإذا ورد اللفظ علم أن هناك دليلاً ومدلولاً فالدليل هو الاسم والمدلول عليه هو المسمى والمدلول قد يتحد معناه وقد يتعدد معناه والذي يتحد معناه قد تتعدد أفراده وقد لا تتعدَّد فالذي تتعدَّد أفراده يسمى المتواطئ ويسمى أيضاً المشترك المعنوي فإن دل على كثرة وتنوعت أفراده واختلفت في الحقيقة فهو الجنس مثاله لفظة «حيوان» معناه واحد وأفراده متعددة متنوعة وهي إنسان وفرس وأسد وغيرها كما ذلك معلوم.

  وإن دل على كثرة واتحدت أفراده في الحقيقة فهو النوع نحو: «إنسان، أسد».