الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

الاجتهاد والاستفتاء والتقليد

صفحة 182 - الجزء 1

الاجتهاد والاستفتاء والتقليد

  ١ - الاجتهاد والمجتهد:

  المجتهد: هو الذي معه من العلوم والذكاء وجودة الخاطر وصفاء الذهن ما يقدر به على استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من الأدلة التفصيلية.

  والعلوم التي يتحصل بها الاجتهاد بعد معرفة الله هي:

  أصول الفقه: وهو أهم علوم الاجتهاد وأساسها وقطبها الذي يدور عليه رحاها.

  وعلم النحو: لأن به معرفة تراكيب الكلام العربي وإعرابه وإعراب مفرداته.

  وعلوم البلاغة: لاشتمالها على الحقيقة والمجاز والكناية وغيرها مما يحتاجه المجتهد.

  وعلم مفردات اللغة: ليعرف معاني المفردات وذلك لبعد اصطلاحاتنا عن اللغة العربية التي نزل بها القرآن.

  والسبب في اشتراط تحصيل هذه العلوم - هو أن القرآن نزل على لغة العرب، وقد كان ينزل القرآن على رسول الله ÷ فيفهمه رسول الله ويعرف معانيه وأحكامه، وكان رسول الله يتلو القرآن على أصحابه ومن حضر فيعرفون ما أراد الله من المعاني ويفقهون ويعرفون حقيقته ومجازه، وما ذلك إلا لأنهم عرب، ولأن القرآن نزل على لغتهم، ونحن الآن ليس لنا من اللغة العربية إلا اسمها.

  ومن أراد معرفة ما أقول أو أنكر ما أقول فليقرأ سورة من القرآن بل آية من القرآن ولينظر هل يعرف معاني مفرداتها؟ هل يعرف إعراب جملها ومفرداتها؟ هل يعرف بلاغتها؟ هل يعرف المراد من إنزالها ودلالتها؟ هل تدل على حكم؟ وما هو الحكم الذي دلَّت عليه؟

  فإنه بلا ريب يعرف وهن فهمه، وضعف عقله، وجهل نفسه، ثم لا يجد لنفسه عذراً إلا الاعتراف بصحة ما نقول، وتحصيل هذه العلوم.

  وأهم شروط الاجتهاد هو الذكاء فإنَّ من حصَّل علوم الاجتهاد ولم يكن ذكيّاً لا يقدر على