الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

أقسام الحقيقة

صفحة 78 - الجزء 1

  والذي لا تتعدَّد أفراده يسمى حقيقة مفردة مثاله الأعلام «زيد، علي، ...».

  والذي يتعدد معناه هو المشترك اللفظي وهو الذي تعدد وضعه فمرة وضع لمعنى ومرة لمعنى آخر فقد يكون له معنيان وقد يكون له ثلاثة وأكثر فليس له حصر وحدٌّ يصل إليه مثاله: «قَرء» له معنيان الطهر والحيض، ومثال آخر: «عين» معناها الشمس، والمبصرة، والذهب والماء.

  وأيضاً قد يكون للمعنى الواحد اسمٌ وقد يكون له اسمان وقد يكون له أكثر، مثاله «أسد» فإن لمسماه غيرَ هذا الاسم وهو الغضنفر والليث وأمثلته كثيرة وهذا يسمى المترادف.

فرع

  والدليل الذي تعرف به الحقيقة هو:

  ١ - التبادر عند السماع إلى المعنى المراد من دون قرينة.

  ٢ - النص من أهل اللغة على أن هذا اللفظ حَقيقةٌٌ في كيت أو في شيءٍ وقد ذكر للحقيقة أدلة غير هذا الدليل لم تظهر ظهوره.

أقسام الحقيقة

  والحقيقة تنقسم إلى:

  حقيقة لغوية، وحقيقة عرفية عامة، وحقيقة دينية، وحقيقة شرعية، وحقيقة عرفية خاصة.

  والحقيقتان الدينية والشرعية ترجعان إلى العرفية الخاصة، وإنما أفردتا بالذكر تشريفاً لهما.

  ١ - فالحقيقة اللغوية هي المستعملة في معناها اللغوي نحو أسد للحيوان المفترس، والصلاة للدعاء.

  ٢ - والحقيقة العرفية العامة هي ما استعمله أهل اللغة في غير ما وضع له واشتهر هذا الاستعمال وغلب حتى صار هو المتبادر إلى الذهن من دون قرينة، وصار المعنى اللغوي لا يفهم إلَّا بقرينة، مثاله «دابة» فمعناها اللغوي كل ما يدب على الأرض، وصارت مستعملة