الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

العالم المعتبر في الإجماع

صفحة 171 - الجزء 1

العالم المُعتبر في الإجماع

  قد تقدم وذكرت أن المعتبر في الإجماع هم العلماء وأردت بهم الذين ظهرت أقوالهم ودُوِّنت في الكتب أو سُمعت ورُويت فهؤلاء هم أهل الإجماع الذين ينعقد بهم الإجماع وتقوم بهم الحُجّة على النّاس.

  وأمّا من كتم قوله ولم يُظهِر علمه فحُجّته على نفسه دون غيره فلا يتوقف انعقاد الإجماع على موافقته ولذلك حكمنا ببطلان قول من قال إنّ انعقاد الإجماع غير ممكن وإنه لا إجماع واقع.

  ولمولانا # كلام في الإجماع فقال #:

فائدة في الإجماع:

  قيل إنّ ثبوت الإجماع في نفس الأمر مما لا يكاد يتهيّأ لانتشار العلماء وكثرتهم فما الإجماع إلا اسم بلا مسمّى وأمر خيالي لا حقيقة له.

  قلنا: كُتُب فرق الإسلام متوفّرة وفيها حكايات مذاهب المجتهدين من الأولين والآخرين من أهل البيت $ وغيرهم، وعليه فيمكن معرفة الإجماعات من خلال هذه الكتب.

  فإن قيل: يُحتمل أنّ هناك مجتهدين لم تُدوَّن مذاهبهم إمّا لعدم شهرتهم وإمّا لعدم المعرفة بمذاهبهم وإمّا لغير ذلك.

  قلنا: يكفي في حصول الإجماع اتّفاق من ظهر قوله واجتهاده من الأئمة والمجتهدين، أمّا من لم يُعرَف مذهبه لسبب أو لآخر فمذهبه لنفسه ووجوده كعدمه وحجة الله قائمة بالمعلنين للحق الناشرين له في الناس.

  فإن قيل: يمكن أنّ الحق مع أولئك الذين لم تُعرَف مذاهبهم.

  قلنا: إذاً لضاع لحق وبطلت حُجّة الله وذلك لا يجوز وقد قال رسول الله ÷: (لا تزال طائفة من أُمّتي على الحق ظاهرين ...) الحديث