السنة
  لا يعلمها رسول الله ÷ ولا يعلمها قومه كما قال تعالى بعد ذكر قصة نوح في سياق ذكر قصص الأنبياء: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}
  تنبيه:
  والاستدلال بالكتاب وكذلك بغيره من الأدلة لا يكون بالجملة وإنما يكون بأجزاء منه ومفردات منه كالأوامر والنواهي التي في الكتاب وغيره.
السنة
  الدليل الثاني السنة وهي أنواع ثلاثة:
  الأول: قول النبي ÷ سوى القرآن.
  وهو ÷ {لا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} فما قال بقول إلا وهو وحي من الله بصريح الآية فكان دليلاً شرعياً وهو أقوى أنواع السنة لعدم الواسطة ولعدم الافتقار إلى غيره.
  الثاني: فعل النبي ÷:
  وفعله ÷ منه ما هو جِبلِّي من طبيعة الإنسان التي طبع عليها وخلق وذلك نحو الأكل والشرب والنوم وهذا ظاهر أنه ليس دليلاً ومنه ما ظهر فيه وجه القربة وذلك نحو صلاته وحجه ووجه القربة إن كان الوجوب فهو واجب ويجب علينا التأسي به فيه لدليل آية التأسي وغيرها وهو قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب]، وقوله تعالى: {وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر]، وقوله تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ