الثاني: مفهوم المخالفة
  سؤال:
  قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى ...}[البقرة: ١٧٨]:
  - بين مفهومي الموافقة اللذين يؤخذان من هذه الآية؟
  - مثل لكل من الأولى والمساوي بمثال؟
الثاني: مفهوم المخالفة
  ومفهوم المخالفة: هو ما كان حكمه مخالفِاً لحكم المنطوق وأنواعه خمسة:
  ١ - مفهوم الصفة: وهو أن يذكر في الكلام صفة فتفيد ثبوت الحكم لما اشتملت عليه الصفة ونفي الحكم عما خالفها مثاله قوله ÷: «في الغنم السائمة زكاة» فقد أفادت الصفة وهي قوله: «السائمة» وجوب الزكاة في السائمة، وعدم وجوب الزكاة في المعلوفة فدلالة الحديث على عدم وجوب الزكاة في المعلوفة من مفهوم المخالفة.
  ويدخل في مفهوم الصفة الحال، نحو قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ ...}[المجادلة: ٢] فقوله: «منكم» متعلق بمحذوف والمحذوف حال أفاد أن الظهار لا يقع من غير المسلمين وذلك بمفهوم الصفة.
  ونحو قوله تعالى: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ...}[النساء: ٤٣]، فقوله: «وأنتم سكارى» حالٌ دلت بالمنطوق على تحريم الصلاة حال السكر، ودلت بالمفهوم مفهوم المخالفة على جواز الصلاة حال عدم السكر.
  ونحو قوله تعالى: {لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}[المائدة: ٩٥]. فقوله: «وأنتم حرم» حال أفادت بمنطوقها تحريم الصيد في حال الإحرام وفي الحرم.
  وأفادت بمفهومها جواز الصيد في حال الإحلال وفي غير الحرم.