الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

نذكر منه الحد والبرهان

صفحة 195 - الجزء 1

خاتمة في المنطق

نذكر منه الحد والبرهان

  أما الحد فهو: لفظ يبين معنى المحدود ويميزه عن غيره، فمثل قولك: «حيوان ناطق» حدٌّ يعرف به الإنسان ويميزه عن بقية الأشياء.

  وشرط الحد أن يكون جامعاً لجميع أفراد المحدود، فإن نحو قولك: «حيوان ناطق» جامع وشامل لجميع أفراد الإنسان الموجودة في الخارج، فمثل هذا حدّ صحيح، وإن نحو: «حيوان أبيض» في تعريف الإنسان حدٌّ فاسد لعدم شموله لجميع أفراد الإنسان.

  وأن يكون الحد مانعاً من دخول غير أفراد المحدود في الحد، فقولك: «حيوان ناطق» مانع من دخول غير أفراد الإنسان فيه، فلا يدخل الأسد ولا يدخل الفرس وغيرهما، ولو قيل في حدِّ الإنسان: «حيوان حساس» لكان حدّاً فاسداً لدخول غير أفراد الإنسان في الحدّ فيدخل الفرس والأسد وغيرهما.

  وأن يكون الحدُّ مطرداً ومعنى الاطراد: أنه كلما وجد الحيوان الناطق صدق عليه الإنسان.

  وأن يكون الحد منعكساً، ومعنى انعكاسه: أنه كلما وجد حيوان غير ناطق صدق عليه أنه غير إنسان.

  وأما البرهان فهو القياس العقلي وهذا القياس يتركب من مقدمتين قطعيتين صغرى وكبرى إحداهما أعم من الأخرى، فتكون الأعم مشتملة على الأخص، ودخول الصغرى تحت الكبرى مقطوع به عقلاً، مثال ذلك: العالم متغير، وكل متغير حادث. فإذا دخلت الصغرى تحت الكبرى قطعاً وجب إعطاء الصغرى حكم الكبرى، وحكم الكبرى في هذا المثال هو: حادث، فتكون النتيجة: العالم حادث.

  وهذا الذي ذكرته جزء يسير وشرحه كثير، لكن لما كان عقلياً وشرحه لا يحصل منه إلا ما هو موجود في عقل كل عاقل تركت التفصيل وذكرت منه القليل.