الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

مسألة: دخول النساء في الخطاب الشرعي

صفحة 121 - الجزء 1

  ونحو ما في مسند الإمام زيد بن علي ÷ عن علي بن أبي طالب ÷ أنه قال: (كان رسول الله ÷ يوتر بثلاث ركعات لا يسلم إلا في آخرهن يقرأ في الأولى سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة الإخلاص والمعوذتين)، فيدل هذا الحديث دلالة واضحة على استمرار هذا الفعل من النبي ÷ وتكرره.

  وقد وردت «كان» في القرآن الكريم ومعناها الدوام وذلك حيث وصف الله نفسه مادحاً في نحو قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ٤}⁣[الفتح]، وقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ١٣٤}⁣[النساء]، ونحوها من الآيات.

مسألة: دخول النساء في الخطاب الشرعي

  فرَّقَ واضع اللغة بين المذكر والمؤنث فجعل للمؤنث اسماً وللمذكر اسماً وجعل للمؤنث صيغة تخالف صيغة المذكر وفرق بين خطاب المؤنث والمذكر كما ذلك معلوم ومسموع، لكننا وجدنا القرآن الكريم يخاطب بصيغة المذكرين قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا ...}، وغيرها من الآيات كثير.

  ووجدنا الإجماع منعقد على أن الإناث مكلفات بمثل ما كلف به الذكور إلا ما خصه دليل لكن اختلف في كيفية دخول الإناث، فقائل يقول: دخلت الإناث بالتغليب، غلِّب الذكور على الإناث فخوطب الذكور والإناث بصيغة المذكرين، وهذا الاستعمال مجاز، لاستعمال اللفظ في غير ما وضع له.

  وقائل يقول: دخلت الإناث بالقياس على الذكور، والظاهر هو القول الأول لفهمه من دون قياس والله أعلم.