الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

المخصص قسمان متصل ومنفصل:

صفحة 124 - الجزء 1

  سؤال:

  قال رسول الله ÷: «لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السّنة»

  - في هذا الحديث عمومات بينها؟

  - بين المخصصات التي في الحديث؟

المخصص قسمان متصل ومنفصل:

  أ - المخصص المتصل هو الذي يتصل بالعام ولا يستقل في الكلام، وهو الاستثناء، والشرط، والغاية، والصفة، وبدل البعض.

  ١ - الاستثناء: اعلم أن الاستثناء يجيء متصلاً نحو: «قام القوم إلا زيداً»، ومنقطعاً نحو: «قام القوم إلا حماراً» فالمتصل هو الذي يكون المستثنى من أفراد المستثنى منه، والمنقطع هو الذي لا يكون المستثنى من أفراد المستثنى منه.

  إذا تقرر ذلك فالمخصِّصُ هو الاستثناء المتصل نحو قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ...}⁣[العصر] فلفظ الإنسان عم جميع أفراده ومن أفراده الذين آمنوا، ثم أخرج الاستثناء الذين آمنوا من العموم.

  والاستثناء من النفي إثبات ومن الإثبات نفي مثال الأول: «ليس له عندي قليل ولا كثير إلاَّ درهم» فإن قائل هذا أثبت الدرهم في ذمته لمن أقر له به.

  ومثال الثاني: «كل الكتب التي في مكتبتي موقوفة إلَّا كتاب الأحكام» فإن قائل هذا الكلام نفى عن كتاب الأحكام الوقفية.

مسألة: الاستثناء بعد جمل متعدِّدة

  واختلف في الاستثناء الواقع بعد الجُمَل في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ