الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

العمل بأخبار الآحاد

صفحة 43 - الجزء 1

  سؤال:

  - مرَّ النبي ÷ بتاجرٍ يزن وينقص في الوزن فقال ÷: «التاجر فاجر»، ثم روي لنا بلفظ آخر وهو «كلُّ تاجرٍ فاجرٌ»:

  - هل الرواية الأخرى بالمعنى؟

  - أصحيحة أم فاسدة بين ما تقول؟

العمل بأخبار الآحاد

  يكفي في الفروع الظن فمن بحث ولم يجد ما يفيد العلم كفاه الظن.

  والدليل على ذلك: أنه يتعذر العلم في أكثر مسائل الفروع بل في أغلبها فإن من بحث عن الأدلة وجدها لا تفيد إلا الظن فلذلك أجاز علماؤنا وأئمتنا العمل بأخبار الآحاد مع الشروط المتقدمة.

  ومنع بعضٌ من العمل بأخبار الآحاد وقال: إنها لا تفيد إلَّا الظن وقد منع الشارع من العمل بالظن في قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}⁣[الإسراء: ٣٦]، وقال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}⁣[النجم: ٢٣]، وقال تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ}⁣[النساء: ١٥٧].

  ونجيب عليهم: بأن هذه الآيات مخصصة بأدلة تقضي بجواز العمل بأخبار الآحاد وما أفاد الظن في مسائل الفروع، منها ما ذكرنا وهو التعذر.

  ومنها: أنَّ النبي ÷ كان يبعث الآحاد في الآفاق لتبليغ الأحكام كما ذلك معلوم.

  ومنها: الإجماع السكوتي من الصحابة فقد كانوا بين عاملٍ بأخبار الآحاد وساكتٍ، وقد انعقد الإجماع قبل حدوث قول المانعين فقولهم محجوج بالإجماع قبلهم.

  ومنها: الحديث الذي قدمناه في شروط العمل بأخبار الآحاد وهو الحديث المتلقى بالقبول قوله ÷: «ألا إنه سيكذب عليَّ .... إلخ الحديث».