مسألة: زيادة بيان
مسألة: زيادة بيان
  ثم اعلم أنه بعد الاستقراء وبعد معرفة مفردات اللغة وألفاظها وُجِدَت ألفاظها مختلفة في وضعها فبعض الألفاظ له معنى واحد نحو «إنسان وفرس وأسد و .... و ...».
  وبعضها له أكثر من معنى نحو «عين» فإنها تطلق على الجارحة وعلى الماء وعلى الشمس وعلى عين الركبة، ومثل هذا يسمى مشتركاً، وبعض الألفاظ عام يعم جميع ما يصلح له نحو «كل رجل»، ونحو «الناس»، ونحو «الذين آمنوا».
  فهذه الألفاظ حقيقة في معانيها فإذا وجدت في الكلام حملناها على الظاهر وهو الحقيقة ودلالتها ظنية هذا في أوّل الأمر، ثم إذا بحثنا عن قرينة أو مخصص ولم نجد شيئاً حكمنا على اللفظ بأنه نصٌّ في معناه ودلالته قطعية، وهذا مما يكون نصّاً بالقرينة.
المفهوم
  فصل:
  ثم المفهوم وهو حالٌ دلّ عليه اللفظ لغير مذكور فيه.
  وينقسم إلى قسمين: مفهوم موافقة، ومفهوم مخالفة.
الأول: مفهوم الموافقة
  فمفهوم الموافقة هو ما كان حكم المفهوم مثلَ حكم المنطوق، وهو نوعان: مفهوم الأولى، ومفهوم المساوي.
  فالأَولى: هو ما كان ثبوت الحكم في المفهوم أولى من ثبوت الحكم في المنطوق، وذلك مثل قوله تعالى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}[الإسراء: ٢٣]، دلت الآية بمنطوقها على تحريم التأفيف، ودلت على تحريم الضرب بمفهومها وهو أولى في التحريم من التأفيف فإن الضرب كما ترى غير مذكور في لفظ الآية وقد دلت الآية على تحريمه فالتحريم حكم دل عليه لفظ الآية لغير