الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

تتبع الرخص زندقة

صفحة 191 - الجزء 1

  العصر في الطريق خشية أن يفوت الوقت وبعضٌ آخر لم يُصلِّ صلاة العصر إلا في بني قُريظة بعد خروج وقتها، فأخبروا رسول الله ÷ بذلك فلم يُنكر على الفريقين جميعاً.

تتبع الرخص زندقة

  تتبع الرخص المحرم هو العمل بهفوات العلماء التي لم يقل بها أحد من أهل البيت $ وتقليدهم فيه فيقلد كل عالم في هفوته تشهياً واتباعاً للهوى، وذلك أن يقلد أبا حنيفة في شرب المثلث، ويقلد الصوفية في الاستماع للغناء، ويقلد نفاة الأذكار في ترك أذكار الصلاة، وأن يترك الطهارة للصلاة تقليداً لمن يذهب إلى عدم اشتراطها، وأن يتزوج بتسع نساء تقليداً لمن يقول بجواز ذلك، وأن الوطء من غير انزال لا يوجب الغسل تقليداً لمن يقول بذلك وأن ينكح من غير وليٍّ ولا شهود تقليداً لمن لا يشترط الوليّ في النكاح، وتقليداً لمن لا يشترط الشهود في النكاح، وأن ... ، وأن .... إلى غير ذلك من الأقوال فيخرج من الإسلام من أخذ بها وعمل.

  وأما الأخذ بأقوال الأئمة $ والتنقل بينها فذلك رخصة من الشارع ورحمة، كما قال رسول الله ÷: «اختلاف أمتي رحمة»، وكما قال زيد بن علي # (اختلافنا لكم رحمة).

  فمن تنقل بين أقوال أئمة أهل البيت $ وعلمائهم فهو ناج ما دام في السفينة؛ لقوله ÷ «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى».

  وقوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» وغير ذلك من الأخبار.