الحال وصاحبها
  ١ - لفظة «كُلٍّ» نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٧٧}[النحل]، وقوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الحديد ٣] دل لفظ «كل» على عموم قدرة الله على جميع المقدورات، وعلى عموم علم الله لجميع الأشياء، ولفظة «كل» تدل على العموم في الإثبات والنفي، نحو: «جاء كل رجل» ونحو: «ما جاء كل رجل».
  معنى «كل» بعد النفي:
  اعلم أن لفظة «كل» بعد النفي تكون للعموم وتكون لسلب العموم فتكون للعموم وهو عموم السلب إذا أضيفت إلى نكرة نحو: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ}[القلم: ١٠] ونحو: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[الحديد: ٢٣].
  والدليل على أنها لعموم السلب هنا: هو أنه لا يصح أن يحل محلها كلمة «بعض» فلا يقال في نحو: «ما جاء كل رجل»: ما جاء بعض رجل، جاء بعض رجل.
  وتكون لسلب العموم إذا أضيفت إلى معرفة نحو: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}[الإسراء: ٢٩] ونحو: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ}[النساء: ١٢٩].
  والدليل على أنها هنا لسلب العموم: هو صحة حلول كلمة: «بعض» محلها فيقال في نحو: «ما جاء كل القوم»: ما جاء بعض القوم، جاء بعض القوم، وفي نحو: «ما ضربت كل الضرب»: ما ضربت بعض الضرب، ضربت بعض الضرب.
  وحكمها بعد النهي مثل حكمها بعد النفي سواء سواء.
  ٢ - لفظة «جميع» ونحوها نحو قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الزمر: ٦٧]، وقوله تعالى: {جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ١٤٠}[النساء] وهي مثل لفظة كلٍّ في الإثبات والنفي.
  ٣ - أسماء الشرط منها: «من» وهي مختصة بالعاقل نحو قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ١٢٤}