الحال وصاحبها
  فهذه كلها إذا وقعت بعد نفي عمت، وهي قسمان: قسم نصٌّ في العموم، وقسم ظاهر في العموم.
  فالتي تكون نصَّاً في العموم هي التي تأتي بعد «لا» النافية للجنس نحو: «لا رجل في الدار» فهذه نصٌّ في الاستغراق لا تحتمل معنى آخر، وكذلك يفيد النص دخول حرف الجر وهو «من» الزائدة على النكرة المنفية نحو «ما في الدار من رجل» فإنه قبل دخلوها محتملة للاستغراق، ومحتملة لنفي الوحدة.
  ونحو قوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر: ١٨] دلت هذه الآية دلالة قطعية على عموم انتفاء الشفعاء للظالمين.
  والتي تكون ظاهرة في العموم هي التي بعد «لا» التي تعمل عمل ليس، والتي بعد ليس والتي بعد «ما» النافية هذا إذا لم تزد بعدها حرف الجر «من».
  ومثل النكرة المنفية النكرة بعد النهي، والنكرة بعد الاستفهام.
  ٧ - أداة التعريف «ال» وهي الجنسية الداخلة على النكرة سواء كان الاسم مفرداً أو جمعاً أو اسم جمع نحو قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}[العصر: ٢]، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[آل عمران: ٩٧]
  ومعنى الآية الأولى كل إنسان في خسر ودليل العموم هو الاستثناء بعده وهو قوله {إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا}[العصر: ٣].
  ومعنى الآية الثانية وجوب الحج على جميع الناس لولا المخصص وهو قوله: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} فخص وجوب الحج على المستطيع فقط.
  ونحو قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}[النبأ: ٤٠] في الآية اسمان مفردان دخلت عليهما «ال» وأفادتهما العموم وهما «المرء، والكافر» أي كل امرئٍ وكل كافر.