الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

أنواع الإجماع

صفحة 173 - الجزء 1

  سكوت رضا، هذا إن سُلِّم السكوت، والصحيح أنه وقع النزاع في إمامة أبي بكر كما قال المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في بعض جواباته على شبه المخالفين: وأما قوله إن الأمة أجمعت إلى إمامة أبي بكر فذلك غير مسلم، بل وقع النزاع في ذلك حتى كسر سيف الزبير، واستخف بسلمان وعمار، وأوذي علي #، وممن نازع خالد بن سعيد وسعد بن عبادة، وهذا أمر يعلمه ضرورة من يعرف الآثار وتتبع السير. انتهى المراد نقله.

  ٤ - الإجماع المركب من هذه الثلاثة: نحو أن يقول بعض المجتهدين بقول، ويفعل بعض المجتهدين بموجب ذلك القول، ويسكت الباقون سكوت وفاق ورضا.

  وليعلم المجتهد أنه لا بُدَّ له من العلم بمسائل الإجماع التي قد أجمع عليه العلماء لئلا يجتهد فيها، ولئلا يخالف فيها؛ فإذا أراد النظر في مسألة بحث أوَّلاً عن دليلها، فإن كان دليلها الإجماع توقف عن الاجتهاد، وإن كان غير ذلك ففرضه الاجتهاد.

  واعلم أن مخالفة الإجماع معصية توجب الفسق، فمن خالف إجماع الأمة فسق، وكذلك من خالف إجماع العترة فسق؛ لورود الأدلة الصحيحة وكثرتها بالوعيد على مخالفة الحق والإجماع حق كما قدمنا.

  ****