الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

الكتاب

صفحة 18 - الجزء 1

الكتاب

  الكتاب: هو أول الأدلة الشرعية وأقواها، وهو كلام رب العالمين فرق الله فيه آيات الأحكام وأنزلها على حسب الحاجة والمصلحة.

  والكتاب: اسم غلب على القرآن من بين سائر الكتب المنزلة فإذا أطلق لم يتبادر إلى الأذهان إلا القرآن.

  والقرآن: هو الكلام المنزل للإعجاز بمثل سورة من سوره.

  والسورة: هي كلام مترجم أوله وآخره، فقد تحدى الله أهل العقول بأن يأتوا بمثل سورة من سوره، ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثل أصغر سورة من سوره، ولن يستطيعوا، قال الله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القرآن لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}⁣[الإسراء ٨٨].

  وليس المراد أن يأتوا بمثل ثلاثين جزءاً وإنما المراد أن يأتوا بمثل شيء من القرآن وهو ما يسمى قرءاناً والسورة تسمى قرءاناً فكان المتحدى به هو مثل سورة.

  وقد صرح الله بذكر السورة قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٣}.

  وقد تولى الله حفظ القرآن قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٩}⁣[الحجر] وما تولى الله حفظه فهو محفوظ بلا ريب، ولو لم يكن محفوظاً لما صح الاستدلال به؛ لأنه لا يصح الاستدلال إلا بما أفاد العلم أو ا لظن، ولو كان غير محفوظ لما أفاد علماً ولا ظناً.