الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

إعجاز القرآن

صفحة 22 - الجزء 1

إعجاز القرآن

  ومعجزة القرآن متعددة منها معجزته العظيمة الباهرة للعقول وهي بلاغته كانت لغة العرب وأشعارهم في وقت بعث نبينا محمد ÷ قد بلغت أعلى درجات البلاغة وتمت حتى بلغت منتهاها.

  فأنزل الله القرآن وتحداهم ببلاغته فعندها عجزوا وعلموا قصور أنفسهم.

  ومنها: الإخبار بالغيب نحو قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ ٢ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ٣ فِي بِضْعِ سِنِينَ}⁣[الروم]، في أدنى الأرض.

  ومنها: إخباره عن البحار التي هي من علم الغيب في ذلك الزمان، قال تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ١٩ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ٢٠}⁣[الرحمن].

  اكتشف العلماء في العصر الحديث عصر الغواصات أن كل بحر من البحور يختلف عن الآخر مع أنها متصلة بعضها ببعض.

  ومنها: حفظه فلا يقدر أحد على تحريفه ولا على تغييره ولا على تبديله.

  ومنها: أن قارئه لا يكل وسامعه لا يمل.

  ومنها: إخباره عن الفضاء نحو فقدان الجاذبية خارج الغلاف الجوي في قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ١٤ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ١٥}⁣[الحجر]، لم تقل هذه الآية: «يمشون» بل قالت «يعرجون» دلالة على أن الذي يتعدى الغلاف الجوي يفقد الاتزان فلا يقدر على المشي فإذا مشى كان مشيه مثل مشي الأعرج، وبقيت هذه الحقيقة خفية حتى تطور وتقدم العلم ورقى الإنسان الفضاء وكان ذلك في القرن العشرين الميلادي تقريباً الموافق للقرن الرابع عشر الهجري تقريباً.

  ومنها: إخباره عن قصص الأنبياء السابقين، وعن قصص أممهم وقد كانت من المغيبات التي