الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

الآحاد

صفحة 40 - الجزء 1

  صاحب رسول الله ÷ راءه وسمع منه ولقف عنه فيأخذون بقوله، وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم لك، ثم بقوا بعده عليه وآله السلام، فتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والبهتان، فولوهم الأعمال، وجعلوهم حكاماً على رقاب الناس، وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع ا لملوك والدنيا إلا من عصمِ الله.

  ٢ - ورجل سمع من رسول الله شيئاً لم يحفظه على وجهه فوَهِمَ فيه ولم يتعمد كذباً، فهو في يديه ويرويه ويعمل به، ويقول: أنا سمعته من رسول الله ÷، فلو علم المسلمون أنه وَهِمَ فيه لم يقبلوه منه، ولو علم هو أنه كذلك لرفضه.

  ٣ - ورجل ثالث سمع من رسول الله ÷ شيئاً يأمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم أو سمعه ينهى عن شيء ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ فلو علم أنه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.

  ٤ - وآخر رابع لم يكذب على الله ولا على رسوله مبغض للكذب خوفاً من الله وتعظيماً لرسول الله ÷، ولم يهم به بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به على ما سمعه، لم يزد فيه ولم ينقص منه، فحفظ الناسخ فعمل به، وحفظ المنسوخ فجنب عنه، وعرف الخاص والعام فوضع كل شيء موضعه، وعرف المتشابه والمحكم، وقد كان يكون من رسول الله ÷ الكلام له وجهان فكلام خاص وكلام عام فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله به ولا ما عنى رسول الله ÷ فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من أجله، وليس كل أصحاب رسول الله من كان يسأله ويستفهمه حتى إن كانوا ليحبون أن يجيئ الأعرابي والطارئ فيسأله ÷ حتى يسمعوا وكان لا يمر بي من ذلك شيء إلا سألت عنه وحفظته فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم).

  فمن كلام أمير المؤمنين نأخذ شروطاً للراوي:

  - منها: أن يكون غير كذوب مبغضاً للكذب.

  - ومنها: أن يكون ضابطاً لا ينسى ما سمعه.