الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

فصل: معنى المنطوق

صفحة 53 - الجزء 1

  وأن غير الصريح وهو الإيماء والإشارة لا تخصيص فيهما فإن قوله تعالى {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} قد دلّ على أن دلوك الشمس علة من غير إخراج ولا تخصيص.

  وفي قوله ÷: (في الغنم السائمة زكاة) منطوق صريح ومنطوق غير صريح ومفهوم مخالفة فأمّا المنطوق الصريح فهو وجوب الزكاة في السائمة، وأمّا المنطوق غير الصريح فهو أنّ السوم علّةٌ لوجوب الزكاة، وأمّا مفهوم المخالفة فهو عدم وجوب الزكاة في المعلوفة، إذا نظرت إلى هذه الأحكام الثلاثة وجدت أنّ الحال وصاحبها مذكوران في المنطوق الصريح وأن الحال وصاحبها في غير الصريح مختلفان في الذكر والحذف، فإنّ الحال غير مذكور وهو (علّة) وصاحب الحال مذكور وهو السوم، وأن الحال وصاحبها غير مذكورين في مفهوم المخالفة وهما، المعلوفة وعدم وجوب الزكاة.

  ٢ - دلالة الإيماء:

  وهي أن يقترن وصف بحكم أو يقترن جواب بسؤال فيفيد ذلك الاقتران عِلِّيْة الوصف للحكم المذكور نحو: (للراجل سهم وللفارس سهمان).

  فالراجل علة في الحكم بسهم واحدٍ له، والفارس علة في الحكم بسهمين له.

  ونحو قوله ÷: (عليك الكفارة) جواباً لمن قال هلكت وأهلكت قال رسول الله ÷ (وما ذاك؟) قال الرجل: جامعت أهلي في نهار رمضان، فماذا عليَّ؟

  فأومأ الاقتران على عِلِّيْة الإفطار بالجماع للحكم بالكفارة.

  ونحو قوله ÷: «من نام عن صلاته أو نسيها فوقتها إذا ذكرها»، وفي حديث آخر: «من نام عن صلاته أو نسيها فليؤدها إذا ذكرها»، ففي هذا الحديث إيماء على علة وجوب قضاء الصلاة وهي أن ترك الصلاة حال النوم والنسيان حتى يخرج وقتها علة لوجوب الصلاة المتروكة في هذه الحال.