فصل: معنى المنطوق
  سؤال:
  قال الله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ٢٢}[الفجر]:
  بيّن المقتضى في هذه الآية؟
  ثم بين المقتضي له؟
  سؤال:
  قال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ...}[المائدة: ٤]، في هذه الآية دلالة اقتضاء فبين المقتضى ثم بين المقتضي له؟
  والذي يظهر لي أنّ دلالة الاقتضاء من المنطوق الصريح وأنّ ما ذُكِرَ من الأمثلة لها من المجاز والمجاز مع القرينة حكمه حكم الحقيقة وأن نحو الخطأ والنسيان المذكورين في الحديث مجاز علاقته السببية فقد أطلق الخطأ الذي هو السبب وأُريد به المسبب الذي هو الإثم وكذلك الميتة مجاز علاقته الظرفيّة أُريد به المعنى الحال فيه وهو الانتفاع مثلاً والقرينة عقليّة، وكذلك مثالهم المشهور عندهم (اعتق عبدك عني على ألف) من المجاز فإن الآمر مريد بقوله اعتق معنى آخر غير المعنى الحقيقي وهو طلب البيع بقرينة قوله (على ألف) فكان من عموم المجاز، والمجاز مع القرينة يدل على ما تدل عليه الحقيقة فكان مراد المخاطب به صريحاً مثل الحقيقة.
  ومن الفرق بين غير الصريح الذي هو الإيماء والإشارة وبين مفهوم المخالفة أنّ مفهوم المخالفة مُخَرج مُخصَّص من العموم والإطلاق الذي في الكلام والمخصِّص له هو المذكور في الكلام من صفة أو شرط أو غاية أو عدد أو استثناء كقوله ÷: (في الغنم السائمة زكاة) فإن لفظ الغنم عام يستغرق السائمة والمعلوفة لكن الوصف وهو السائمة مخصِّصُ للمعلوفة ومخرج لها من العموم، فالحكم المذكور في الحديث متوجه إلى السائمة وخاصٌّ بها، فَيفهم من هذا أنّ المعلوفة مخالفة للسائمة في الحكم لأن السوم نقيض العلف.