الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

فصل: المجاز

صفحة 84 - الجزء 1

  ٨ - ومنها تسمية الشيء باسم المحل نحو قوله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}⁣[الحج: ٤٦] سمي العقل قلباً لأن القلب محلٌّ للعقل.

  ٩ - ومنها تسمية المحلِّ باسم الحالِّ فيه نحو: «ضرب محمد كافراً على دماغه بعصا» سمي الرأس دماغاً لأنه محلُّه.

  ١٠ - ومنها تسمية الشيء باسم آلته نحو قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ٨٤}⁣[الشعراء] أي ذكراً حسناً سمي الذكر لساناً لأن اللسان آلة للذكر، ونحو قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}⁣[إبراهيم: ٤]، أي بلغتهم لأن اللسان آلة الكلام.

  ١١ - ومنها تسمية المحمول باسم حامله نحو تسمية المزادة التي يجعل فيها الزاد المتخذ للسفر «راويةً» والراوية اسم للبعير الذي يحمل المزادة في الحقيقة.

  ١٢ - ومنها إطلاق لفظ المطلق وإرادة المقيد نحو قوله تعالى: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ}⁣[المائدة: ٨٩]، أراد الشارع ثلاثة أيام متتابعة.

  ١٣ - ومنها تسمية المطلق باسم المقيد نحو قول شريح وقد سئل كيف أصبحت: «أصبحت ونصف الناس عليَّ غضبان» أراد شريح بنصف الناس: المحكوم عليهم، ونحو الأمر المستعمل في معنى الندب نحو قوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}⁣[النور: ٣٣].

  ١٤ - ومنها إطلاق لفظ العام على بعض أفراده نحو العام بعد التخصيص فإنه مجاز لأنه أطلق وأريد به بعض أفراده مثاله: «فيما سقت السماء العشر» فلفظ الموصول وهو «ما» موضوع للعموم ظاهره يشمل القليل والكثير أريد به الكثير.

  ١٥ - ومنها اطلاق لفظ الجمع على المفرد نحو قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}⁣[آل عمران: ١٧٣]، فالمراد بـ «الناس» الأول نعيم بن مسعود وهو مفرد ولفظ «الناس» اسم جمع فإطلاقه على نعيم مجاز.

  ١٦ - ومنها تسمية الشيء باسم ضدِّه نحو تسمية الأعمى بصيراً يقال للأعمى إذا أقبل: «أتى البصير».