فصل: المجاز
  ٨ - ومنها تسمية الشيء باسم المحل نحو قوله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}[الحج: ٤٦] سمي العقل قلباً لأن القلب محلٌّ للعقل.
  ٩ - ومنها تسمية المحلِّ باسم الحالِّ فيه نحو: «ضرب محمد كافراً على دماغه بعصا» سمي الرأس دماغاً لأنه محلُّه.
  ١٠ - ومنها تسمية الشيء باسم آلته نحو قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ٨٤}[الشعراء] أي ذكراً حسناً سمي الذكر لساناً لأن اللسان آلة للذكر، ونحو قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}[إبراهيم: ٤]، أي بلغتهم لأن اللسان آلة الكلام.
  ١١ - ومنها تسمية المحمول باسم حامله نحو تسمية المزادة التي يجعل فيها الزاد المتخذ للسفر «راويةً» والراوية اسم للبعير الذي يحمل المزادة في الحقيقة.
  ١٢ - ومنها إطلاق لفظ المطلق وإرادة المقيد نحو قوله تعالى: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ}[المائدة: ٨٩]، أراد الشارع ثلاثة أيام متتابعة.
  ١٣ - ومنها تسمية المطلق باسم المقيد نحو قول شريح وقد سئل كيف أصبحت: «أصبحت ونصف الناس عليَّ غضبان» أراد شريح بنصف الناس: المحكوم عليهم، ونحو الأمر المستعمل في معنى الندب نحو قوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}[النور: ٣٣].
  ١٤ - ومنها إطلاق لفظ العام على بعض أفراده نحو العام بعد التخصيص فإنه مجاز لأنه أطلق وأريد به بعض أفراده مثاله: «فيما سقت السماء العشر» فلفظ الموصول وهو «ما» موضوع للعموم ظاهره يشمل القليل والكثير أريد به الكثير.
  ١٥ - ومنها اطلاق لفظ الجمع على المفرد نحو قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}[آل عمران: ١٧٣]، فالمراد بـ «الناس» الأول نعيم بن مسعود وهو مفرد ولفظ «الناس» اسم جمع فإطلاقه على نعيم مجاز.
  ١٦ - ومنها تسمية الشيء باسم ضدِّه نحو تسمية الأعمى بصيراً يقال للأعمى إذا أقبل: «أتى البصير».