الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

مسألة: عموم المجاز

صفحة 88 - الجزء 1

  سؤال:

  قال الله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}⁣[آل عمران: ٦١]

  - ما هو المعنى المراد بقوله «العلم»؟

  ثم بين أحقيقة هو أم مجاز؟

  ثم بين نوع المجاز؟

  ثم بين نوع العلاقة؟

  ثم بين القرينة؟

مسألة: عموم المجاز

  هل يصح استعمال كلمة في معناها الحقيقي ومعناها المجازي في حالة واحدة؟

  وهل يصح أن يراد باللفظ الواحد معناه الحقيقي ومعناه المجازي؟

  وقع الخلاف في ذلك، والصحيح أنه يصح ذلك ويكون مجازاً لأنها كلمة استعملت في غير ما وضعت له، ويسمى بـ «عموم المجاز» وذلك نحو لفظ الأمر قد يرد ويراد به معناه الحقيقي الذي هو الوجوب ومعناه المجازي الذي هو الندب، مثاله قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}⁣[الأعراف: ٣١] فالزينة منها ما يستر العورة، ومنها تغطية الظهر والبطن والكتف، ومنها العمامة وغير ذلك فقوله: «خذوا» أريد به الوجوب فيما يستر العورة، وأريد به الندب في الباقي.

  وقال تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ}⁣[البقرة: ٤٣]، والصلاة عامة في كل صلاة ومن جملتها الواجبات، والمندوبات كرواتب الصلوات الخمس، فقوله: «أقيموا» يفيد الوجوب في الصلوات الواجبة، ويفيد الندب في الصلوات المندوبة.

  وفي تفسير الزمخشري تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ١٨}⁣[التوبة] ما يؤيد ما نقول من صحة إطلاق اللفظ الواحد في معناه الحقيقي وفي معناه