كتاب التعريفات،

الجرجاني، أبو الحسن (المتوفى: 816 هـ)

(الانزعاج)

صفحة 115 - الجزء 1

(اصطلاحات الصوفية الواردة في الفتوحات المكية)

  () الحمد للّه وسلامه على عباده الذين اصطفى وعليك أيها الولي الحميم والصفى الكريم رحمة اللّه وبركاته (أمّا بعد) فإنك أشرقت الينا بشرح الالفاظ التي تداولها الصوفية المحققون من أهل اللّه بينهم لما رأيت كثيرا من علماء الرسوم وقد سألونا في مطالعة مصنفاتنا ومصنفات أهل طريقنا مع عدم معرفتهم بما تواطأنا عليه من الالفاظ التي بها يفهم بعضنا عن بعض كما جرت عادة أهل كل فنّ من العلوم فأجبتك إلى ذلك ولم أستوعب الالفاظ كلها ولكن اقتصرت منها على الاهمّ فالاهمّ وأضربت عن ذكر ما هو مفهوم من ذلك عند كل من ينظر فيه بأوّل نظرة لما فيها من الاستعارة والتشبيه وقد أوردنا ذلك لفظة لفظة واللّه المؤيد والنافع بمنه لا رب غيره فمن ذلك.

(الهاجس)

  يعبرون به عن الخاطر الاوّل وهو الخاطر الرباني وهو لا يخطئ أبدا وقد يسميه سهل السبب الاوّل ونقر الخاطر فإذا تحقق في النفس سموه إرادة فإذا تردّد الثالثة سموه همة وفي الرابعة سموه عزما وعند التوجه إلى القلب ان كان خاطر فعل سموه قصد أو مع الشروع في الفعل سموه نية.

(المريد)

  هو المتجرّد عن ارادته وقال أبو حامد هو الذي فتح له باب الأسماء ودخل في جملة المتوصلين إلى اللّه بالاسم.

(المراد)

  عبارة عن المجذوب عن ارادته مع تهيئ الأمور له فجاوز الرسوم كلها والمقامات من غير مكابدة.

(السالك)

  هو الذي مشى على المقامات بحاله لا بعلمه فكان العلم له عينا.

(المسافر)

  هو الذي سافر بفكره في المعقولات والاعتبارات فعبر من عدوة الدنيا إلى عدوة القصوى.

(السفر)

  عبارة عن القلب إذا أخذ في التوجه إلى الحق تعالى بالذكر.

(الطريق)

  عبارة عن مراسم الحق تعالى المشروعة التي لا رخصة فيها.

(الوقت)

  عبارة عن حالك في زمان الحال لا تعلق له بالماضي ولا بالمستقبل.

(الأدب)

  يريدون به أدب الشريعة ووقتا أدب الخدمة ووقتا أدب الحق وأدب الشريعة الوقوف عند رسومها وأدب الخدمة الفناء عن رؤيتها مع المبالغة فيها وأدب الحق ان تعرف مالك وماله والأديب من أهل البساط.

(المقام)

  عبارة عن استيفاء حقوق المراسم على التمام.

(الحال)

  هو ما يرد على القلب من غير تعمد ولا اجتلاب ومن شرطه ان يزول ويعقبه المثل وان يبقى ولا يعقبه المثل فمن أعقبه المثل قال بدوامه ومن لم يعقبه المثل قال بعدم دوامه وقد قيل الحال تغير الأوصاف على العبد.

(عين التحكم)

  هو أن يتحدى الولي بما يريده اظهار المترتبة لمن يراه.

(الانزعاج)

  هو أثر المواعظ الذي في قلب المؤمن وقد يطلق ويراد به التحرّك للوجد والانس.

(الشطح)

  عبارة عن كلمة عليها رائحة