تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية السابعة عشرة]: قوله تعالى: {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}

صفحة 103 - الجزء 1

  المروي عن جماعة أنها لما نزلت هذه الآية قام رسول الله ÷ خطيباً بغدير خم، وأخذ بيد علي ورفعها حتى رأى بعضهم بياض إبطه، ثم قال: «ألست أولى بكم من أنفسكم» قالوا: اللهم نعم⁣(⁣١)، قال: «من كنت مولاه فعلي⁣(⁣٢) مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله» فقام عمر وقال: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وأنشأ حسان⁣(⁣٣) أبياتاً أنشد بها بعد أن استأذن رسول الله ÷ في إنشادها، يقول:

  يناديهم يوم الغدير نبيهم ... بخُمٍّ فأسمع⁣(⁣٤) بالرسول منادياً

  وقال فمن مولاكم ونبيكم ... فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

  إلهك مولانا وأنت نبينا⁣(⁣٥) ... ومالك منَّا في الولاية عاصياً⁣(⁣٦)

  فقال له: قم ياعلي فإنني ... رضيتك من بعدي إماماً وهادياً

  هناك دعا اللهم وال وليه ... وكن للذي عادا علياً معادياً


(١) في (ب): بلى.

(٢) في (ب): فهذا علي.

(٣) حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي من بني النجار، شاعر رسول الله ÷، من فحول الشعراء في الجاهلية والإسلام، أجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر حسان، مات قبل الأربعين في خلافة علي # وله مائة وعشرون سنة، ستون في الجاهلية؛ وستون في الإسلام، فهو مخضرم.

(٤) في (ب): فأكرم بالنبي.

(٥) في (ب): ولينا.

(٦) في (ب): ولما نجد منا لك اليوم عاصيا.