[الآية السابعة عشرة]: قوله تعالى: {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}
  المروي عن جماعة أنها لما نزلت هذه الآية قام رسول الله ÷ خطيباً بغدير خم، وأخذ بيد علي ورفعها حتى رأى بعضهم بياض إبطه، ثم قال: «ألست أولى بكم من أنفسكم» قالوا: اللهم نعم(١)، قال: «من كنت مولاه فعلي(٢) مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله» فقام عمر وقال: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وأنشأ حسان(٣) أبياتاً أنشد بها بعد أن استأذن رسول الله ÷ في إنشادها، يقول:
  يناديهم يوم الغدير نبيهم ... بخُمٍّ فأسمع(٤) بالرسول منادياً
  وقال فمن مولاكم ونبيكم ... فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
  إلهك مولانا وأنت نبينا(٥) ... ومالك منَّا في الولاية عاصياً(٦)
  فقال له: قم ياعلي فإنني ... رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
  هناك دعا اللهم وال وليه ... وكن للذي عادا علياً معادياً
(١) في (ب): بلى.
(٢) في (ب): فهذا علي.
(٣) حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي من بني النجار، شاعر رسول الله ÷، من فحول الشعراء في الجاهلية والإسلام، أجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر حسان، مات قبل الأربعين في خلافة علي # وله مائة وعشرون سنة، ستون في الجاهلية؛ وستون في الإسلام، فهو مخضرم.
(٤) في (ب): فأكرم بالنبي.
(٥) في (ب): ولينا.
(٦) في (ب): ولما نجد منا لك اليوم عاصيا.