تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[حال أهل البيت $ في فتنة بني أمية]

صفحة 156 - الجزء 1

[حال أهل البيت $ في فتنة بني أمية]

  وروي أنه قيل للحسن يا أبا سعيد قتل الحسين بن علي فبكى حتى اختلج جنباه، ثم قال: واذلاه لأمةٍ قَتل ابن دعيها ابن نبيها - يعني عبيد الله بن زياد.

  وروى السيد أبو طالب #: بإسناده عن علي #، قال: قال ليلة صفين: يا أيها الناس لا يفتننكم الهوى، يا أيها الناس لاتأفكوا عن الهدى، يا أيها الناس لاتقاتلوا أهل بيت نبيكم فوالله ما سمعت بأمة آمنت بنبيها قاتلت أهل بيت نبيها غيركم.

  وبإسناده⁣(⁣١) عن جابر⁣(⁣٢) الجعفي، قال: قال محمد بن علي الباقر #: إن أخي زيد خارج⁣(⁣٣) وإنه لمقتول، وهو على الحق، فويل لمن خذله، والويل لمن حاربه، والويل لمن قتله، قال: فلما أزمع زيد على الخروج، قلت له: إني سمعت أخاك يقول كذا، فقال: ياجابر إنه لايسعني أن أسكن وقد خولف كتاب الله، وتحوكم إلى الجبت والطاغوت، وذلك أني شهدت هشاماً ورجلاً عنده يسب رسول الله، فقلت للساب: ويلك ياكافر أما إني لو تمكنت منك لاختطفت روحك وعجلتك إلى النار، فقال هشام لعنه الله: مه عن جليسنا يازيد، فوالله لو لم يكن إلا أنا وابني يحيى لخرجت عليه، وجاهدته حتى أفنى.


(١) الأمالي: ١٠٨.

(٢) جابر بن يزيد بن الحارث أبو زيد الجعفي الكوفي، من أكابر علماء الشيعة وأعيانهم وفضلائهم، روى عن الباقر سبعين ألف حديث، وروى عن زيد بن علي #. قال سفيان الثوري: ما رأيت أورع منه في الحديث، عده السيد صارم الدين الوزير من ثقات محدثي الشيعة، وقد رماه الخصوم وقدحوا فيه على عادتهم في قدح الشيعة، ولئن كان التشيع يعد قدحاً فأكرم به من قدح، واتهمه النواصب بأنه يقول بالرجعة وهو بريء مما رموه به. توفي سنة ثمان وعشرين ومائة.

(٣) في (ب): في راية مقتول.