[الآية السابعة والخمسون]: قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}
سورة القصص
  [الآية السابعة والخمسون]: قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[القصص: ٥٦].
  قال بعض الناصبة: إن الآية نزلت في أبي طالب، وكان رسول الله يحب أن يؤمن، ولم يؤمن، ورووه عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والحسن من المفسرين، وقد بينا قبل أن إسلام أبي طالب صحيح، وأجمعت العترة على ذلك، وليس في ظاهر الآية مايدل على أنه نزل فيه.
  ومن عجيب رواياتهم قالوا: كان رسول الله ÷ يكره إسلام وحشي، ويحب إيمان أبي طالب، فنزل جبريل، وقال عن الله تعالى لرسوله: من تحب إيمانه لايؤمن، ومن تكره إيمانه يؤمن، ونزل قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} في أبي طالب، ونزل قوله: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}[الزمر: ٥٣]، في وحشي قاتل حمزة.
  وهذا فاسد من وجوه لأن النبي ÷ كان يحب إيمان الخلق فأي إختصاص لأبي طالب في ذلك، ولايجوز أن يكره إيمان أحد، ولايرضى بكفره لأن الرضى بالكفر كفر وكراهة الإيمان كفر، ولايعلم في المجبرة أحد قال: كان رسول الله ÷ يريد الكفر ولايريد الإيمان من أحد إلا ماحكي عن بعضهم شاذاً، وكيف يعاقب في إرادة الإيمان وهو بعث للدعاء إليه؟ وكيف يظن بربه مع فضله ورأفته أن يفعل مايغيظ رسول الله في إيمان عدوه وكفر عمه؟ وهذا كله تخليط من القوم وبعد فلن تصح روايته عن ابن عباس وغيره، ولعله من دسيس الملحدة.
  فمتى قيل: فما معنى الآية، وفيمن نزلت؟