فصل في ذكر ما يشهد بفضل أهل البيت $ على طريق الجملة
فصل في ذكر ما يشهد بفضل أهل البيت $ على طريق الجملة(١)
  المروي عن ابن عباس ® قال: «ما أنزل الله تعالى في القرآن(٢): {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا} إلا وعلي أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد ÷ في غير آية، وما ذكر علياً # إلا بخير»، ولا شبهة أن كل ماورد في القرآن من آية تتضمن مدحاً وتعظيماً وإكراماً وتشريفاً أن أمير المؤمنين معني بها، داخل فيها، ولا وعد برحمة في العقبى، ولا نصرة في الدنيا إلا وهو مراد بها نحو قوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[البقرة: ٣]، و {الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}[البقرة: ١٧٧]، و {الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}[آل عمران: ٧]، و {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ}[آل عمران: ١٧]، و {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}[محمد: ٧]، و {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ}، و {السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ}[التوبة: ١٠٠]، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا}[النور: ٥٥، المائدة: ٩]، و {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}[الإنفطار: ١٣]، ونحو ذلك مما يطول ذكرها، ثم أمر ربنا رسوله بأن ينوه بذكره، ويدل على فضله بقوله وفعله، وينبه لأمته على أنه المرشح لخلافته، والمنصوص على إمامته، وأن الإمامة بعده(٣) في ذريته، وأكَّد الأمر فقال سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
(١) في (ب): فصل (في فضل أهل البيت $).
(٢) في (ب): بدون: في القرآن.
(٣) في (ب): في ذريته من بعده.