تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية السابعة والعشرون]: قوله تعالى: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين}

صفحة 125 - الجزء 1

سورة براءة أو التوبة

  [الآية السابعة والعشرون]: قوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}⁣[التوبة: ١].

  أجمع المفسرون ونقلة الأخبار⁣(⁣١) أنه لما نزلت براءة دفعها رسول الله ÷ إلى أبي بكر، وكان يحج بالناس هو تلك السنة، ثم أخذها منه ودفعها إلى أمير المؤمنين⁣(⁣٢).

  واختلفوا في تفصيل ذلك:

  فقيل: بعثه ثم بعث علياً خلفه.

  وقيل: بل أخذها قبل الخروج.

  وقيل: رجع أبو بكر، وقال: هل نزل في شيء؟ فقال رسول الله ÷: «لا، إلا خيراً، لكن لايؤدي⁣(⁣٣) عني إلا أنا أو رجل مني» فحج أبو بكر، وقرأ علي سورة براءة.


(١) روى قصة تبليغ برآءة كثير من المحدثين، فمنهم:

محمد بن سليمان الكوفي عن أنس من روايتين، ورواه أيضاً عن جميع بن عمير، عن ابن عمر، وأخرجه النسائي في خصائصه عن سماك بن حرب عن انس، وعن زيد بن يثيغ، عن علي #، وعن عبدالله بن رقيم عن سعد بن أبي وقاص، وعن أبي الزبير بن عبدالله الأنصاري.

وأخرجه أحمد بن حنبل عن زيد بن يثيغ، عن أبي بكر، وعن علي #، وأبي هريرة، وعن أنس، وعن ابن عباس، وأخرجه أبو داود، والترمذي، وغيرهم.

(٢) في (ب): زيادة: وسيد الوصيين.

(٣) في (ب): بدل بلغ.