تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية السابعة عشرة]: قوله تعالى: {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}

صفحة 102 - الجزء 1

  اشْرَحْ لِي صَدْرِي ٢٥ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ٢٦}، {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ٢٩ هَارُونَ أَخِي ٣٠ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ٣١ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ٣٢}⁣[طه: من ٣٢: ٢٥]، اللهم وأنا رسولك وصفيك، فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أشدد به ظهري» فنزل جبريل # بقوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} ... الآية.

  وقد ذكر جماعة أنها نزلت في جماعة المؤمنين، والذي يبين صحة ماقلنا أنه وصف المعنى بالآية بصفات لاتليق بجميع المؤمنين:

  أحدها: أنه قال وليكم فجعل له من الولاية مثل ما لله ولرسوله، وهو وجوب الطاعة.

  وثانيها: أنه قال: يؤتون الزكاة وهم راكعون، يعني في حال الركوع ولم يرو ذلك لأحد غيره.

  ثالثها: أن دخوله تحت الآية مجمع عليه، ودخول غيره مختلف فيه، ولادليل عليه.

  ورابعها: أنه لايخلو إما أن يراد بالولي الأولى فلا يليق إلا به، والموالاة ظاهراً وباطناً فكذلك.

  وخامسها: إجماع أهل البيت $ أنها نزلت فيه.

  وسادسها: أن كل من قال المراد بالمولى الإمامة، قال: إنه المعني بالآية، وقد ثبت أن المراد بالولي الأولى وهو الإمامة.

  [حديث الموالاة والغدير]

  [الآية السابعة عشرة]: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}⁣[المائدة: ٦٧].