تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[ذكر بعض من فضائل علي $]

صفحة 51 - الجزء 1

[ذكر بعض من فضائل علي $]

  ومما يعضد ماذكرنا من الآثار حديث بريدة⁣(⁣١) أن علياً # كان في غزوة، وفيها خالد بن الوليد، فأصاب علي جارية فكتب خالد كتاباً نال فيه من علي # ودفعه إليّ وأمرني أن أنال من علي عند رسول الله، فأتيت رسول الله ÷ ودفعت إليه الكتاب، فلما قرى الكتاب رأيت الغضب في وجهه، وقال: «يابريده لاتقع في علي فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي⁣(⁣٢)».


(١) بريدة: بضم أوله، وفتح مهملتين بينهما تحتية مثناة، ثم هاء، بن الحصيب بضم الحاء بن الحارث الأسلمي، أسلم قبل بدر، ولم يشهدها، وشد خيبراً، سكن المدينة أولاً، ثم البصرة، ثم مرو، وبها توفي سنة إثنتين وستين، وهو آخر الصحابة موتاً بخراسان.

(٢) حديث بريدة: رواه الموالف والمخالف، وقد روي بطرق كثيرة، وبألفاظ مختلفة:

فمنها: اللفظ المذكور في المتن، ورواه بنفس اللفظ مع اختلاف يسير النسائي في خصائصه.

ومنها: ما رواه النسائي في خصائصه، وأحمد بن حنبل في مسنده عن عمران بن حصين، قال: جهز رسول الله ÷ جيشاً، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله ÷: إذا رجعنا إلى رسول الله ÷ أخبرناه بما صنع، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله ÷، فسلموا عليه فانصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية، فسلموا على النبي ÷، فقام أحد الأربعة، فقال: يا رسول الله ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا، فأعرض عنه رسول الله، ثم قام الثاني، وقال مثل ذلك، ثم الثالث، فقال مقالته، ثم قام الرابع، فقال مثل ما قالوا، فأقبل إليهم رسول الله ÷ والغضب يبصر في وجهه، فقال: «ما تريدون من علي؟ إن علياً مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن من بعدي» مع اختلاف يسير في الروايتين.

ومنها: ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن بريدة في حديث، قال: فقال رسول الله ÷: «لاتقع في علي، فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي».

ومنها: ما رواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده عن بريدة، عن النبي ÷ =