تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الخامسة]: قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}

صفحة 42 - الجزء 1

سورة آل عمران

  [الآية الخامسة]: قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}⁣[آل عمران: ٧]، قيل: الراسخون في العلم علي بن أبي طالب #.

  ويؤيد ذلك ماروي عن النبي ÷ أنه قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها⁣(⁣١)» وعنه ÷: «أقضاكم علي» وعن عمر: لولا علي لهلك عمر، وعنه: لاأبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن.

  وروى⁣(⁣٢) ابن يزداد بإسناده عن أبي الدرداء⁣(⁣٣) قال: العلماء ثلاثة رجل بالشام يعني نفسه، ورجل بالكوفة يعني ابن مسعود⁣(⁣٤)، ورجل بالمدينة يعني علياً #، فالذي


(١) قال في تخريج الشافي للمولى العلامة نجم العترة، الحسن بن الحسين الحوثي ¦:

[أخرجه الحاكم، والخطيب، وابن عدي، والعقيلي، وعبد الوهاب الكلابي عن ابن عباس كلهم، ورواه عبد الوهاب بطريق أخرى عن ابن عباس بلفظ: فمن أراد العلم فليأته من بابه، وصححه الحاكم، وابن جرير الطبري عن ابن عباس، وأخرجه الحاكم عن جابر، وأخرج نحوه الكنجي عن جابر، والطبراني عن ابن عباس بلفظ: ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، وأخرجه الكنجي عن علي، انتهى من التخريج].

(٢) الأمالي: ٥٢.

(٣) أبو الدرداء: عويمر بن مالك، وقيل: عامر الأنصاري، الخزرجي، أسلم عقيب بدر، وكان من عباد الصحابة، ومتألهيهم، وهو من الذين جمعوا القرآن حفظاً على عهد رسول الله ÷، وكان عمر يفرض له في البدريين لجلالته، وأول مشاهده مع رسول الله ÷ أحد وما بعدها، ولاه عمر دمشق، وهو أول قاضٍ بها، وكان من فقهاء الصحابة، توفي في آخر خلافة عثمان بالشام سنة إثنتين وثلاثين.

(٤) عبدالله بن مسعود بن غافل بمعجمتين بينهما ألف، أبو عبد الرحمن الهذلي نسباً، الزهري حلفاً، الكوفي، كان من أهل السوابق، وهاجر قديماً، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله ÷، =