تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[ذكر بعض أسماء وكنى الإمام علي #]

صفحة 189 - الجزء 1

سورة السجدة

  [الآية الثانية والستون]: قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ}⁣[السجدة: ١٨]، نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب #، والوليد بن عقبة جرى بينهما كلام فقال الوليد لعلي: اسكت فإنك صبي وأنا والله⁣(⁣١) أبسط منك لساناً وأحد سناناً، فقال له علي: اسكت فإنك فاسق، فنزلت الآية، فسمى الله علياً مؤمناً وسمىلوليد فاسقاً، وقد سماه كذلك في قوله: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ}⁣[الحجرات: ٨].

  أجمع المفسرون أنها نزلت في الوليد بعثه رسول الله ÷ إلى بني المصطلق لأخذ صدقاتهم وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية فرجع وقال: إنهم منعوا الصدقات فغضب رسول الله ÷ وهم بغزوهم فنزلت الآية، وجاءوا إلى رسول الله ÷ وبينوا كذبه فبعث خالد بن الوليد فأخذ صدقاتهم.

[ذكر بعض أسماء وكنى الإمام علي #]

  وقد سمى الله علياً مؤمناً في هذه الآية وفي آيات: سماه ولياً في قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}⁣[المائدة: ٥٥]، وسماه أولي الأمر منكم⁣(⁣٢) في قوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩]، وقد سماه رسول الله ÷ بأسماء وكناه بكناً، فمن ذلك أنه لما ولد سماه رسول الله ÷ علياً لأن أبا طالب لم يسمه.


(١) في (ب): ناقص.

(٢) في (ب): ناقص.