الحاجة إلى علم التفسير
الحاجة إلى علم التفسير
  هذا ولما كان القرآن الكريم هو الحجة الكبرى، والنعمة العظمى، على جميع العباد، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد، وكان مرجعاً متفقاً على حجيته بين جميع الطوائف، الموافق منها والمخالف، وكان كل المسلمين مجمعين على لزوم متابعته، وحرمة مخالفته، وأن من ردّ آية من القرآن فقد كفر، مع اختلاف المذاهب والفرق، وتشتت الأهواء والطرق، سارع كثيرٌ من علماء الأمة إلى التأليف في علم التفسير، والتدوين في علوم القرآن، نظراً منهم إلى أن القرآن الكريم مشتمل على كثير من الأحكام، ففيه المحكم والمتشابه، وفيه الناسخ والمنسوخ، وفيه المجمل والمبين، وفيه المطلق والمقيد، وفيه العام والخاص، وفيه الأوامر والنواهي، إلى غير ذلك من الأحكام المختلفة، وكان فهم القرآن ومعرفة أحكامه لا يتم إلاَّ بإرجاع المتشابه إلى المحكم حتى لا يقع في القرآن التعارض والتناقض، ولا يتم أيضاً إلاَّ بمعرفة الناسخ والمنسوخ، وبعد تبيين المجمل وتقييد المطلق، وتخصيص العام، وكان معرفة ذلك متوقف على معرفة علوم كثيرة نذكر بعضها على جهة الإختصار لأن المقام ليس مقام بسط للكلام عليها وإنما جر إليه البحث.
بعض العلوم التي نحتاج إليها في التفسير
  فمن تلك العلوم التي نحتاج إليها في فهم التفسير ما يلي:
  * أولاً: علم السنة
  فإن السنة النبوية تأتي في الدرجة الثانية بعد القرآن الكريم في الحجية والمرجعية وتبيين الأحكام وغير ذلك، والسنة النبوية هي أحد الطرق المفسّرة للقرآن الكريم والمبينة لأحكامه، ولها دور مهم جداً أيضاً في تبيين المجمل، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، فكم من آية مجملة في القرآن مبيّنة في السنة، وموضع هذا البحث أصول الفقه.