تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[قصة أبي العتاهية وحاضر صاحب عيسى بن زيد #]

صفحة 135 - الجزء 1

[قصة أبي العتاهية وحاضر صاحب عيسى بن زيد #]

  وروى⁣(⁣١) السيد أبو طالب الحسني بإسناده عن أبي العتاهية⁣(⁣٢)، قال: لما امتنعت من قول الشعر، وتركته، أمر المهدي⁣(⁣٣) بحبسي في سجن الجرائم، فأخرجت من بين يديه إلى الحبس، فلما دخلته⁣(⁣٤) دهشت وذهل عقلي، ورأيت منه منظراً هالني⁣(⁣٥)، فرميت بطرفي لطلب موضع آوي إليه أو رجلاً آنس به وبمجالسته، وإذا بكهل⁣(⁣٦) جالس حسن السمت نظيف الثوب بين عينيه سيما الخير، فقصدته، فجلست إليه من غير أن أسلم عليه أو أسأله


(١) هذه القصة في الأمالي ١١٩، وفي مقاتل الطالبين ٣٥٩ عن محمد بن القاسم بن مهروية عن أبي العتاهية.

(٢) هو إسماعيل بن القاسم الهمداني المذحجي، من رؤساء اليمن وملوكهم، كان من ولاة بني العباس في اليمن، وكان والياً على صنعاء، فلما أتى الإمام الهادي # إلى اليمن ودخل صنعاء سلّم له الأمر وبايعه، وعاهده، وبايعه حميع عسكره، وذلك ليلة الجمعة لسبع بقين من المحرم سنة ٢٨٨ هـ، وكان من خلّص أصحاب الإمام الهادي #، ورزقه الله الشهادة بين يدي الإمام الهادي في أحد معاركه، وكان أبو العتاهية شاعراً بليغاً، وأكثر شعره في الزهديات.

(٣) المهدي هو محمد بن أبي جعفر المنصور عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، بويع له يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة (١٥٨ هـ)، وكان منهمكاً في المعاصي واللذات والملاهي، قليل الحزم، سيء التدبير والسياسة، كثير الطلب لأهل البيت $ والأذية لهم لقتلهم وتعذيبهم، وتوفي بماسندان سنة تسع وستين ومائة (١٦٩ هـ).

(٤) في (ب): فلما دخلت ذهبت وذهب عقلي.

(٥) في (ب): هائلاً.

(٦) في (ب): فإذا كهلاً حسن السمت.