تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الخامسة والستون]: قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}

صفحة 193 - الجزء 1

  مضى على الجهاد ومات على ماجاهد⁣(⁣١) لم يغير، ولم يبدل، وقوله ينتظر إلى ماصار إليه إخوانه من درجة الشهادة، وقيل: ينتظر الأجل المكتوب له.

  ولما قتل الإمام زيد بن علي نعي إلى جعفر بن محمد @، فاستعبر باكياً، ثم تلى من المؤمنين {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} ... الآية، ثم قال: ذهب والله عمي زيد وأصحابه على ماذهب عليه جده⁣(⁣٢) علي بن أبي طالب والحسن والحسين شهداء من أهل الجنة التابع لهم مؤمن والشاك فيهم ضال، والراد عليهم كافر، وإنهم ليجيئون⁣(⁣٣) يوم القيامة أحسن الخلق زينة وهيئة، ولباساً، وفي أيديهم كتب كأمثال الطوامير فتقول الملائكة هؤلاء خلف الخلف ودعاة الحق، ولايزالون كذلك حتى ينتهى بهم إلى الفراديس العلى، فويل لقاتليهم من جبار الأرض⁣(⁣٤) والسماء.

  [الآية الخامسة والستون]: قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}⁣[الأحزاب: ٣٢].

  عن أبي سعيد أنها نزلت في النبي ÷، وفي علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، فإذهاب الرجس بألطافه تعالى.


(١) في (ب): على ما عاهد.

(٢) في (ب): علي والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام.

(٣) في (ب): ليحشرون.

(٤) في (ب): الأرضين والسماوات العلى.