تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الثالثة والثمانون]: قوله تعالى: {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد}

صفحة 219 - الجزء 1

  نفاق».

سورة الفتح

  [الآية الثالثة والثمانون]: قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} ... الآية [الفتح: ١٦].

  اختلفوا في الداعي فأكثر المفسرين على أنه أبو بكر وعمر لدعائهم الناس إلى حروب الروم وفارس وأهل الردة.

  وقال بعضهم: الداعي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #.

  وأولوا بأس شديد: أهل صفين ذكره السيد أبو طالب.

  وقال بعضهم: الداعي رسول الله ÷، قال: وهؤلاء المخلفون غر الذي قال الله: {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا}⁣[التوبة: ٨٣]، وإليه ذهب الشريف المرتضى⁣(⁣١) ¥.


(١) الشريف المرتضى هو: علي بن الحسين بن موسى الأبرش بن محمد الأعرج بن موسى بن إبراهيم بن المرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب، العلوي الحسيني الهاشمي، أبو القاسم الملقب بالمرتضى، وهو أخو الشريف الرضي محمد بن الحسين جامع نهج البلاغة.

كان له في العلم مرتبة عالية فقهاً وأدباً وكلاماً وحديثاً ولغة وغير ذلك، فصيح اللسان تولى النقابة وأمارة الحجاج وديوان المظالم ثلاثين سنة وأشهراً بعد أخيه الرضي، وكانت ولايته سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع سنة ست وثلاثين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة، وله مؤلفات وتصانيف في الفقه والكلام والأدب من أشهرها درر القلائد وغرر الفوائد.