[الآية الرابعة والعشرون]: قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
  وعن عبدالله بن سلمة(١) أنه قال: لقيت عماراً بصفين شيخاً آدم طويلاً، آخذاً الحربة بيده، وهو يقول: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله ثلاث مرات، وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفان هجر لعرفنا أنا على الحق وأنهم على الباطل، وأنهم على الضلال.
[الآية الرابعة والعشرون]: قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
  نزلت الآية في الملأ من قريش لما اجتمعوا في دار الندوة، وهي دار قصي بن كلاب، وتشاوروا في أمر النبي ÷:
  فقال بعضهم: يحبس.
  وقال بعضهم: ينفى من الأرض.
  وأشار أبو جهل بالقتل، واتفقوا عليه، وأعدوا الرجال والسلاح.
  وجاء جبريل: وأخبر رسول الله ÷، فخرج إلى الغار، وأمر علياً فبات على فراشه، فلما أصبحوا فتشوا عن الفراش وجدوا علي بن أبي طالب، ونزلت الآية: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
  ومعنى: {يَمْكُرُ اللَّهُ} أي: يدبر وتدبيره خير من تدبيرهم، عن أبي مسلم.
(١) عبدالله بن سلِمة - بكسر اللام - المرادي الكوفي، قال العجلي: تابعي ثقة، وقال عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال البخاري لا يتابع في حديثه، سمع علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وابن مسعود، وسعد بن أبي وقاص، وسلمان الفارسي، وعنه عمرو بن مرة، وأبو إسحاق السبيعي.