تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الثالثة]: قوله تعالى: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد}

صفحة 38 - الجزء 1

  المحسن وهذا الحسن، ولي الأسماء الحسنى وهذا الحسين، فقال آدم #: فبحقهم اغفر لي، فأوحى الله تعالى إليه قد غفرت لك، وهي الكلمات التي قال الله تعالى: {فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}.

  وقد قيل في الكلمات أقوال جمة:

  أولاً: أن ذلك قوله تعالى: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}.

  فأما قوله: فرأى أشباحاً يحتمل أنه رأى صوراً، ويحتمل أنه رأى أسماءهم، فإن حملناه على الأشباح فيحتمل أنه جعل تلك الأجزاء في ظهر آدم ثم خلق منه رسول الله ÷ وأهل بيته

  وقوله الفاطر هكذا روى لنا، وفاطم أولى، وروي في بعض الأخبار [أنها سميت فاطمة لأن الله فطم محبيها من النار].

  وأما غفران آدم، فليس هناك كبيرة فمعناه يتفضيل عليه حتى تمم مانقص تلك الصغيرة من ثوابه، وقد بينا ذلك في تنزيه الأنبياء.

  [الآية الثالثة]: قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}⁣[البقرة: ٢٠٧]، المروي عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب لما بات على فراش رسول الله ÷ حين خرج إلى الغار، وروى أنه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي بخٍ بخٍ من مثلك يابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة، فنزلت الآية بين مكة والمدينة عن السدي.