تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الثانية]: قوله تعالى: {فتلقى ءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}

صفحة 36 - الجزء 1

  وقد روى جماعة أنه ÷، قال لعلي: «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق»، وعن حذيفة⁣(⁣١)، وأبي سعيد الخدري⁣(⁣٢): «كنا نعرف المنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب #».

  [الآية الثانية]: قوله تعالى: {فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}⁣[البقرة: ٣٧]، روى السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين⁣(⁣٣) أجزل الله ثوابه⁣(⁣٤) بإسناده عن جويبر⁣(⁣٥)، عن الضحاك⁣(⁣٦)، عن ابن عباس، قال: لما أمر الله تعالى آدم بالخروج من الجنة رفع طرفه إلى السماء، فرأى خمسة أشباح عن يمين العرش، فقال: إلاهي هل⁣(⁣٧) خلقت خلقاً قبلي؟ فأوحى الله إليه: أما تنظر إلى هذه الأشباح عن يمين العرش؟ قال: بلى، قال الله تعالى: هؤلاء الصفوة من نوري اشتققت أسماؤهم من اسمي، فأنا المحمود وهذا محمد، وأنا العلي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا


(١) حذيفة بن اليمان العنسي، أبو عبدالله الكوفي، صحابي جليل، من السابقين الأولين، ومن خيار أصحاب رسول الله ÷، وأصحاب أمير المؤمنين علي #، أعلمه رسول الله بما كان وما يكون من الفتن، وأعلمه بالمنافقين، توفي سنة ست وثلاثين قيل: بعد عثمان بأربعين ليلة.

(٢) أبو سعيد الخدري: سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي، كان من مشهوري الصحابة، وفضلائهم المكثرين في الرواية، وكان فقيهاً، نبيلاً، جليلاً، غزا مع رسول الله ÷ إثنتي عشرة غزوة، أولها الخندق، واستصغر يوم أحد فرُد، وكان ملازماً للنبي ÷، ومن فقهاء الصحابة، ولم يكن في أحداث الصحابة أفقه منه، وكان من شيعة أمير المؤمنين # وأنصاره، شهد معه حرب الخوارج، وروى ما سمعه من النبي ÷ في ذم الخوارج والأمر بقتالهم وأنهم شر الخلق والخليقة، وتوفي رحمة الله عليه بالمدينة سنة أربع وسبعين، وله أربع وتسعون سنة. =