تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[خبر المنزلة]

صفحة 63 - الجزء 1

[خبر المنزلة]

  وروى السيد أبو طالب⁣(⁣١) بإسناده، عن أنس بن مالك، قال: لما خرج رسول الله ÷ إلى غزوة تبوك استخلف علياً # على المدينة، وما هناك، فقال المنافقون عند ذلك: إن محمداً قد شنى ابن عمه ومله⁣(⁣٢)، فبلغ ذلك علياً # فشد رحله، وخرج من ساعته فهبط جبريل # على رسول الله ÷ وأخبره بقول المنافقين في علي وخروج علي للحاق به، فأمر رسول الله ÷ منادياً فنادى بالتعريس في مكانهم ففعلوا، ثم جاءوا إليه فسألوه عن نزوله في غير وقت التعريس؟

  فأخبرهم بما أتاه به جبريل عن الله تعالى، فأخبرهم بأن الله تعالى أمره أن يستخلف علياً على المدينة.

  قال: فركب قوم من أصحاب رسول الله ÷ ليتلقوه فما راموا مواضعهم إلا وقد طلع عليٌ # مقبلاً، قال: فتلقاه رسول الله ÷ ماشياً، وتبعه الناس، فعانقه رجل رجل، ثم جلس رسول الله ÷ وحوله الناس، فقال ÷ لعلي: «ما أقبل بك إلينا يا ابن أبي طالب»، فقص عليه القصة من قول المنافقين، فقال ÷: «يا علي ما خلفتك إلا بأمر الله، وما كان يصلح لما هناك غيري وغيرك، أما ترضى يا ابن أبي طالب أن أكون استخلفتك كما استخلف موسى هارون، أما والله إنك مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لانبي بعدي».


(١) أمالي أبي طالب: ٦٧.

(٢) في (ب): وكله.