تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم}

صفحة 153 - الجزء 1

سورة الإسراء

  قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}⁣[الإسراء: ٧١].

  اختلفوا فيه:

  فقيل: بنبيهم، عن مجاهد، وقتادة، وروى مرفوعاً.

  وقيل: كتب أعمالهم، عن الحسن، والضحاك.

  وقيل: بكتابهم المنزل عليهم، عن ابن زيد.

  وقيل: بمن كانوا يأتمون به، عن أبي عبيدة⁣(⁣١) وأبي علي.

  وقيل: بدينهم.

  وقيل: بمعبودهم، عن محمد بن كعب⁣(⁣٢).

  والصحيح ماذهب إليه أبو علي أن كل قوم يدعون بمن يأتمون به من نبي أو إمام وغيرهم، وقد جعل الله الأئمة على نوعين، فقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}⁣[السجدة: ٢٤]، وقال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}⁣[القصص: ٤١]، فالداعي إلى الجنة والهدى⁣(⁣٣) علي بن أبي طالب، وذريته $، والداعي إلى النار أعداؤهم، ولاشبهة أن داعياً لو قال: هلموا إلى النار لما أجابه أحد، والمراد الداعي


(١) أبو عبيدة عامر بن عبدالله بن مسعود الهذلي الكوفي، وثّقه ابن حبان، قال في الكاشف: صدوق، توفي سنة ٨١ هن وقيل ٨٢ هـ.

(٢) محمد بن كعب بن سليم القرظي - بضم القاف - الكوفي، أبو حمزة المدني، قال ابن سعد: كان ثقة ورعاً كثير الحديث، قال ابن عون: ما رأيت أحداً أعلم بتأويل القرآن من القرظي، وقال في الكاشف: حجة. توفي سنة ست أو ثمان عشرة ومائة.

(٣) في (ب): ناقص.