قوله تعالى: {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم}
سورة الإسراء
  قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}[الإسراء: ٧١].
  اختلفوا فيه:
  فقيل: بنبيهم، عن مجاهد، وقتادة، وروى مرفوعاً.
  وقيل: كتب أعمالهم، عن الحسن، والضحاك.
  وقيل: بكتابهم المنزل عليهم، عن ابن زيد.
  وقيل: بمن كانوا يأتمون به، عن أبي عبيدة(١) وأبي علي.
  وقيل: بدينهم.
  وقيل: بمعبودهم، عن محمد بن كعب(٢).
  والصحيح ماذهب إليه أبو علي أن كل قوم يدعون بمن يأتمون به من نبي أو إمام وغيرهم، وقد جعل الله الأئمة على نوعين، فقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}[السجدة: ٢٤]، وقال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}[القصص: ٤١]، فالداعي إلى الجنة والهدى(٣) علي بن أبي طالب، وذريته $، والداعي إلى النار أعداؤهم، ولاشبهة أن داعياً لو قال: هلموا إلى النار لما أجابه أحد، والمراد الداعي
(١) أبو عبيدة عامر بن عبدالله بن مسعود الهذلي الكوفي، وثّقه ابن حبان، قال في الكاشف: صدوق، توفي سنة ٨١ هن وقيل ٨٢ هـ.
(٢) محمد بن كعب بن سليم القرظي - بضم القاف - الكوفي، أبو حمزة المدني، قال ابن سعد: كان ثقة ورعاً كثير الحديث، قال ابن عون: ما رأيت أحداً أعلم بتأويل القرآن من القرظي، وقال في الكاشف: حجة. توفي سنة ست أو ثمان عشرة ومائة.
(٣) في (ب): ناقص.