تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية التاسعة والخمسون]: قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}

صفحة 183 - الجزء 1

[الآية التاسعة والخمسون]: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}.

  روى زيد بن علي #، قال: فينا نزلت هذه الآية.

  والجهاد على ضروب:

  جهاد النفس وذلك ينقسم إلى تحصيل العلم والعمل به، والإقامة على طاعة الله وحبس النفس عن معاصيه.

  والثاني: جهاد الكفار بالسيف واللسان وبذل المهج فيه.

  والثالث: جهاد الظلمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمنع عن الظلم والعصيان.

  والرابع: جهاد البغاة على إمام الحق، ومنعهم من الفساد في الأرض ودفع شرهم بما أمكن.

  والخامس: جهاد المبتدعة ببيان الأدلة وحل الشبه لمن حضر، والتصانيف والكتب المؤلفة لمن غاب، وجميع ذلك حاصل لأئمتنا À أجمعين.

  فأما أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، فلا شبهة في حالهم، وبعدهم زيد بن علي، ويحيى بن زيد⁣(⁣١)، والنفس الزكية⁣(⁣٢)، وإبراهيم⁣(⁣٣)، والهادي⁣(⁣٤)، والناصر، وأمثالهم جاهدوا بالسيف واللسان وبالكتب والتصانيف وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


(١) الإمام أبو طالب يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، ولد # سنة سبع وتسعين على الأرجح، وأمه ريطة بنت عبدالله بن محمد بن علي بن أبي طالب، كان مثل أبيه في الشجاعة وقوة القلب في مبارزة الأبطال، خرج من الكوفة بعد مقتل أبيه @ في عشرة من أصحاب أبيه وخواصه متنكراً متوجهاً إلى خراسان، فدخل خراسان وانتهى إلى