تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية السابعة والسبعون]: قوله تعالى: {وجعلها كلمة باقية في عقبه}

صفحة 214 - الجزء 1

سورة الزخرف

  [الآية السابعة والسبعون]: قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}⁣[الزخرف: ٢٨].

  اختلفوا في الكلمة:

  قيل: التوحيد.

  وقيل: ماوصى به نبيه على ماذكره في سورة البقرة.

  وقيل: هو قوله: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}⁣[البقرة: ١٣١].

  واختلفوا في العقب:

  قيل: آل محمد، عن السدي.

  وقيل: في ذريته وولده، عن مجاهد، والحسن.

  [الآية الثامنة والسبعون]: قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ}⁣[الزخرف: ٤١].

  روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبدالله في حديث طويل يذكر الفتنة، ثم قال: أخبر جبريل النبي ÷: إن أمتك ستختلف من بعدك وأوحى إلى النبي ÷ قوله تعالى: {رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}⁣[المؤمنون: ٩٣]، فقال ÷: «فنزل {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ}⁣[المؤمنون: ٩٥]» فلما نزلت هذه الآية جعل النبي ÷ لايشك أنه سيرى ذلك، قال جابر فبينا أنا إلى جنب رسول الله ÷ وهو بمنى يخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم