تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الحادية والخمسون]: قوله تعالى: {وجاهدوا في الله حق جهاده}

صفحة 168 - الجزء 1

  ومما روي لنا عن أبي سعيد السمان⁣(⁣١)، قال: بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق #، قال: (كل راية تنصب في غير الزيدية فهي راية ضلالة).

  وعن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، قال: (لو نزلت راية من السماء لم تنصب إلا في الزيدية)، ولاظلم أعظم مما جرى على زيد بن علي وابنه يحيى وأهل بيته، والأئمة بعده، ومن نظر في الأخبار علم أنهم الذين يقاتلون وهم المظلومون، وأي ظلم أعظم ممن قتل وصلب وحرق وذري في الفرات.

  [الآية الحادية والخمسون]: قوله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} الآية [الحج: ٧٨].


(١) الشيخ الإمام الرحال أبو سعيد إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن زنجويه الرازي السمان، رحمة الله، مولده سنة نيف وسبعين وثلاثمائة، عليه رأس الزيدية وعالمهم صاحب الرِّحل الكبار، متفق على إمامته وجلالته وكتابه الأمالي منه أجل كتب الزيدية في الحديث، قال الحاكم في العيون: واحد عصره في أنواع العلوم والكلام والفقه والحديث، دوّخ البلاد ولقي المشائخ، وهو في الزهد والورع ما يليق بأهل الدين، وكان يصوم الدهر ولم يحظ من الدنيا بشيء، ربما درس في بالري وربما درس في الديلم، وله كتب كثيرة في الديلم، قال ابن عساكر: قدم دمشق طالب علم، وكان من المكثرين الجوالين، سمع من نحو أربعة آلاف شيخ، وذكر السيد صارم الدين في الفلك الدوار أنه قرأ على ثلاثة آلاف وستمائة شيخ، دخل الشام والحجاز والمغرب، قال الكلبي: شيخ العدلية وعالمهم وفقيههم ومحدثهم، وكان إماماً بلا مدافعة في القرآن والحديث والرجال والفرائض والشروط، عالماً بفقه الزيدية، وكان يقال في مدحه: إنه ما شاهد مثل نفسه، وكان تاريخ الزمانة وشيخ الإسلام، انتهى.

توفي في شعبان سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وقيل سنة (٥٤٠ هـ) وقيل سنة (٥٤٧ هـ) وقيل سنة (٥٤٣ هـ) ودفن في طبرك.