تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[حديث المباهلة]

صفحة 46 - الجزء 1

[حديث المباهلة]

  إن وفد نجران خرجوا منه وهم بضعة عشر رجلاً من أشرافهم، وفيهم ثلاثة نفر يتولون أمورهم العاقب وهو أميرهم وصاحب مشورتهم، وعن رأيه يصدرون، وهو عبد المسيح رجل من كنده، وأبو الحارث بن علقمة، وهو رجل من ربيعة، ومعه أخوه كرز، وأبو الحارث أسقفهم وحبرهم، وإمامهم، وصاحب مدارسهم، وله فيهم قدر ومنزلة قد شرفه ملك الروم، واتخذوا له الكنائس وولوه، والسيد وهو صاحب رحلتهم، وفصلوا من نجران وأخو أبو الحارث على بغلة له فعثرت به، فقال: تعس ألا بعد - يعني النبي ÷ - فقال له أخوه أبو الحارث: بل تعست أنت أتشتم رجلاً من المرسلين إنه النبي الذي كنا ننتظر، قال: فما يمنعك أن تتبعه، وأنت تعلم هذا منه، قال: شرفنا القوم وأكرمونا، وأبوا علينا إلا خلافه، ولو اتبعته لنزعوا كل ماترى فأعرض عنه أخوه وهو يقسم بالله لايثني لها عناناً حتى يقدم المدينة على النبي ÷ ويسلم⁣(⁣١)، فقال له أخوه أبو الحارث: مهلاً ياأخي فإنما كنت مازحاً، قال: وإن كنت مازحاً، ثم مر يضرب بطن راحلته وهو يقول:

  إليك تعدوا قلقاً وضينها ... معترضاً في بطنها جنينها

  مخالفاً دين النصارى دينها


= كان من بحور العلم صدوق، توفي سنة إحدى وخمسين ومائة، أخرج له الأربعة وأئمتنا الخمسة إلاَّ الجرجاني، وهو المراد أينما أطلق في كتب أئمتنا $.

(١) في (ب): بدون: ويسلم.